المواطن

حالات إنسانية “إلكترونية”.. بين اتهامات بالنصب وإحياء التضامن بين المغاربة

الدار/ إيمان الشيخ

في كل يوم تظهر حالات "إنسانية" جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة على صفحات فيسبوك ومقاطع فيديو اليوتيوب.. فهذا يطلب مساعدة لابنته المصابة بمرض خطير وتلك توجه رسالة للمحسنين بغرض مساعدة والدها المقعد.

تعود بنتائج عكسية

اعتبر الباحث في علم الاجتماع، رضى زريول، في تصريح لموقع "الدار" أن الظاهرة ورغم أنها إيجابية في ظاهرها إلا أن باطنها يحمل الكثير من التعقيدات.

وأوضح المتحدث ذاته أن انتشار "طلب المساعدة" على مواقع التواصل الاجتماعي يولد لدى رواده حالة من التعود مما قد يخلف نتائج مجتمعية عكسية.

واستشهد الباحث بحادثة مقتل الصبي الفلسطيني محمد الذرة التي شهدها قطاع غزة في الثلاثين من شتنبر عام 2000، ونقلها مصور فرنسي للعالم بواسطة الكاميرا الخاصة به، وخلفت تعاطفا واسعا من العرب ومن الأجانب كذلك، "لكن تكرار الحادث ونقله من طرف وسائل الإعلام جعل الكثير منا "يتعود" على مشاهد قتل الأطفال وباتت لا تحرك ساكنا" يوضح زريول.

تنسى كأنك لم تكن 

آية، الطفلة التي تضامن معها الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدما رصدت كاميرا موقع إلكتروني مغربي لقصتها ومعاناتها مع السمنة، مازالت "تعيش الوضع نفسه، وربما أسوء" يؤكد والدها في تصريح لموقع "الدار".

ويوضح المتحدث ذاته أن العديد استغل وضع آية لمصلحته الشخصية، وهي تم نسيانها وتجاهلها في الوقت التي تحتاج فيه الرعاية والتضامن.

وأردف: "تعاني آية حاليا من جروح دامية تملأ جسمها و تسبب لها حكة متواصلة وقلة ذات اليد تمنعني من مساعدتها و ما وقع سابقا يمنعني أيضا من طلب المساعدة".

نصب مع سبق الإصرار

أما ليلى، موظفة في وكالة بنكية فقصتها مختلفة مع "الحالات الإنسانية"، فهي تعرضت لنصب من طرف شخص ادعى أن ابنته تحتاج لعملية مستعجلة.

وتحكي ليلى لـ"الدار": "توصلت بمقطع فيديو على الواتساب، كان يظهر فيه شخص ثلاثيني يطلب من المغاربة التضامن معه ومساعدته ماليا بغية خضوع ابنته الصغرى لعملية جراحية.. تعاطفت مع الحالة واتصلت به في الرقم الذي تضمنه الفيديو وقال إنه يحتاج لمبلغ 30000 درهم".

وتضيف ليلى: "وعدته بالمساعدة وبدأت في الاتصال بصديقاتي وزملائي في العمل وجمعنا المبلغ وأرسلناه له في حساب بنكي.. وطلبت منه زيارة الطفلة فوافق لكني فوجئت بإقفاله لهاتفه بشكل نهائي وهو ما جعلني لا أثق في ما تتضمنه طلبات المساعدة على مواقع التواصل الاجتماعي".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى