أخنوش: “المغرب الأخضر” أسس لإقلاع فلاحي، و”الجيل الأخضر” سيواصل المسار لتحقيق السيادة الغذائية
شدد رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الخميس في كلمة ألقاها في لقاء على هامش فعاليات الدورة 15 للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، الممتدة من 2 وإلى غاية 7 ماي الجاري، على أن “مخطط المغرب الأخضر الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أبريل 2008، قطع أشواطا جد إيجابية، استطاع من خلالها التأسيس لعوامل إقلاع فلاحي حقيقي. ولا يخفى عليكم التطور الملموس الذي شهده القطاع الفلاحي خلال العقد الأخير على عدة مستويات، لاسيما في ما يتعلق بتحسن الإنتاجية والمهنية والتنافسية، مسجلا بذلك مؤشرات هي الأعلى في المنطقة”.
وذكّر رئيس الحكومة بحصيلة مخطط المغرب الأخضر، موضحا أنه مكن من “تعبئة استثمار إجمالي يقارب 132مليار درهم، %40 منها تهم الاستثمار العمومي؛ وتشجيع الاستثمارات الخاصة التي بلغت قيمتها 79 مليار درهم، بحيث أن صَرْف كل 1 درهم من الإعانات مكن من تعبئة 2,3 درهم من الاستثمار الخاص؛ ومضاعفة مساهمة القطاع في الناتج الداخلي ليبلغ 14,8% خلال الفترة 2008-2020؛ وتحسين وتيرة التشغيل والتنمية البشرية في العالم القروي إذ عرفت الفترة 2008-2020 خلق أزيد من 35 مليون يوم عمل إضافي؛ وتطوير سلاسل الإنتاج النباتي والحيواني، حيث سجلت التغطية الوطنية للحاجيات الاستهلاكية الأساسية نسبا مهمة وصلت إلى 100% بالنسبة للخضراوات والفواكه والدواجن. وفي نفس الوقت، تضاعفت قيمة الصادرات الفلاحية ب 2,7 مرات؛ وتوفير وتثمين 2 مليار م3 من مياه الري وإنجاز مشاريع هيكلية أهمها مشروع تحلية مياه البحر بشتوكة”.
واستنادا إلى الإرادة الملكية السامية، أوضح أخنوش أن إطلاق الاستراتيجية الفلاحية الجديدة “الجيل الأخضر” سنة 2020، جاء بعد إنجاز تقييم دقيق لمخطط المغرب الأخضر اعتمد على مقاربة تشاركية مع المهنيين.
وقال رئيس الحكومة إن استراتيجية “الجيل الأخضر” تمثل “شوطا جديدًا يطمح في أفق سنة 2030 إلى مواصلة المسارات الانتقالية لمنظومتنا الفلاحية انتصاراً للسيادة الغذائية الوطنية؛ وذلك عبر مواكبة وتأهيل العنصر البشري كعنصر رئيسي ضمن السياسة الفلاحية، والحرص على مواصلة التنمية الفلاحية وتثمينها وعصرنة قنواتها”.
وفي هذا الإطار، عدّد أخنوش أهداف استراتيجية الجيل الأخضر، مشيرا إلى أنها تروم تهيئة الظروف الكفيلة بانبثاق “جيل جديد من الطبقة الوسطى الفلاحية، يهم ما يقارب 350 ألف أسرة؛ وإفراز جيل جديد من المقاولين الشباب، خصوصا عبر إرساء تحفيزات خاصة تتيح لنحو 180 ألف فلاح شاب إطلاق نشاطهم الفلاحي؛ وخلق 350 ألف منصب شغل للشباب؛ وخلق تنظيمات مهنية حديثة ومواكبتها، بغية ضمان الاندماج السوسيو-اقتصادي لهذه الفئة”.
من جهة أخرى، تسعى استراتيجية الجيل الأخضر إلى مواصلة دينامية التنمية الفلاحية من خلال “تعزيز تنمية سلاسل الإنتاج الفلاحية، بحيث تهدف الاستراتيجية إلى تثمين وتحويل %70 من الإنتاج؛ وهيكلة وتحديث مسالك توزيع المنتجات عبر عصرنة الأسواق التقليدية و12 سوق للجملة؛ وأخيرا، ولعله الأهم، الاستثمار في النجاعة المائية من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعة”.
وأبرز رئيس الحكومة في معرض كلمته، أن اختيار تنظيم الملتقى تحت شعار “الجيل الأخضر: لأجل سيادة غذائية مستدامة”، يعكس اهتمام المملكة العميق بالأمن الاستراتيجي الغذائي، في ظل التهديدات التي مست سلامة المنظومات الغذائية العالمية، بفعل تفاقم الاضطرابات المناخية والموسمية والتوترات الجيو-استراتيجية، إضافة إلى الاختلال الواسع الذي لحق سلاسل القيمة العالمية جراء الأزمة الوبائية.
واسترسل قائلا إن أحد أهداف عقود البرامج مع المهنيين هو “المساهمة في استدامة السيادة الغذائية، وذلك من خلال تنظيم سلاسل الإنتاج وتأهيلها وعصرنتها وتحسين الإنتاجية والجودة؛ كل ذلك في إطار تشاركي يصبو إلى تعميم التشاور بين جميع الفاعلين في القطاع لتوحيد الرؤية حول مقاربة تنمية كل سلاسل الإنتاج”.