الحافي: المغرب ضمن البلدان الـ 25 في العالم التي تحد قلع الأشجار
الرباط/ حليمة عامر
"رغم المجهودات التي بذلت على الصعيد العالمي، للمحافظة على التنوع البيولوجي، فالتقارير الأخيرة التي قدمت، تبين أنه هناك انجراف مستمر، يهدد حياة وصحة الإنسان والحيوان"، هذا ما جاء على لسان عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، اليوم، وخلال اللقاء الذي نظمته كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة بالرباط، تحت شعار "التنوع البيولوجي، تغذيتنا وصحتنا"، الشعار الذي تم اختياره من طرف الأمم المتحدة لسنة 2019.
حيث أكد الحافي، أن المغرب يسعى إلى تجاوز هذه التحديات من خلال الأخذ بعين الاعتبار المدخل المجالي الترابي، كمدخل للتنمية الحيوانية والإنباتية، لأن بعض الأصناف الحيوانية والنباتات لها ارتباط وثيق بالموارد الطبيعية.
وأوضح الحافي، في هذا الصدد، أن "المغرب أصبح من بين الدول الخمسة والعشرين الأولى التي استطاعت أن تعكس محاولات التراجع والتنوع البيئي بالنسبة للمناطق الرطبة، ففيما يخص كيفية المحافظة على الحيوانات، هناك المجهودات التي بدلت فيما يتعلق بالحوافر المتوحشة، يوجد هناك عمل يجعل المغرب يتملّك خزانا مهما بالنسبة لتملك جميع أصناف حيوان الغزال".
وأكد الحافي، على ضرورة حماية التنوع البيولوجي، الذي يشكل محركا رئيسيا لتحول الأنظمة الغذائية وتحسين صحة الإنسان.
وأوضح أن أحدث الأرقام المتوفرة تشير إلى أن وتيرة فقدان التنوع البيولوجي تتزايد، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الخدمات التي توفرها الأنظمة الإيكولوجية.
وأبرز أن المغرب سجل تقدما في مجال حماية التنوع البيولوجي، خاصة من خلال حماية الغابات وبعض الأصناف، مشيرا إلى أن المملكة تعد من بين البلدان الـ 25 في العالم التي استطاعت وضع حد للتوجه المتزايد لقلع الأشجار.
ومن جهتها، قالت نزهة الوافي، كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، إن "التنوع البيولوجي جد هام بالنسبة للنظم الإيكولوجية وبالتالي لعيش جميع الأنواع النباتية والحيوانية والبشرية، كما أن الخدمات التي يمدنا بها التنوع البيولوجي تفوق الإمداد بالرفاهية المادية والمعيشية حيث تشمل الأمن والعلاقات الاجتماعية والصحة والحريات والاختيارات لنماذج الإنتاج والاستهلاك".
وأكدت المتحدثة ذاتها، في هذا الصدد، أن 'الموروث الطبيعي للمغرب يتعرض لعدة ضغوطات تعزى أغلبها لعوامل اجتماعية واقتصادية، ولوضعية المغرب الهشة حيال التأثيرات السلبية للتغير المناخي كتكاثر الظواهر القصوى من جفاف وفيضانات، وعدم انتظام التساقطات المطرية على مستوى المكان أو الزمان وكذا ندرة الموارد المائية. وتزداد هذه الهشاشة استفحالا بسبب تنامي ظاهرة التصحر وشح مصادر الموارد المائية وخاصة في المناطق الحساسة كالجبال والواحات والساحل".
وشددت الوافي، على أنه حسب تقرير "خمسين سنة من التنمية البشرية والتوقعات المستقبلية في أفق 2025"، فإن 75% من الفقراء يعتمدون في حياتهم اليومية على الفلاحة واستغلال الموارد الطبيعية، مما يعني أن تدهور التنوع البيولوجي يؤدي إلى تدني مستوى الحياة والمعيشة لهؤلاء الفئة من الساكنة"، وتابعت الوافي في كلامها: " ومن هذا المنطلق، انخرطت بلادنا بكل حزم في مجال تجديد مواردنا الغابوية، وحماية التنوع البيولوجي، ومحاربة تدهور التربة وانجرافها، والحد من زحف الرمال والتصحر، وذلك من من أجل تحصين وتنمية قدراتنا على إنتاج مواردنا الطبيعية وتجديدها".
ويشار إلى أنه يأتي هذا اللقاء في سياق الاحتفالات باليوم العالمي للتنوع البيولوجي، التي تركز هخلال هذه السنة على أهمية التنوع البيولوجي باعتباره أساسا لغذائنا وصحتنا وكعنصر حاسم في تحويل النظام الغذائي وتحسين صحة الإنسان.
وبهذه المناسبة، يحتفل المغرب كباقي الدول الأعضاء لاتفاقية التنوع البيولوجي باليوم العالمي للتنوع البيولوحي تحت شعار" تنوعنا البيولوجي، تغذيتنا وصحتنا"، الشعار الذي تم اختياره من طرف الأمم المتحدة لسنة 2019.
ومن جهته، أكد رئيس جامعة محمد الخامس، محمد الغاشي، على أهمية حماية التنوع البيولوجي، الذي يمثل رهانا مجتمعيا كبيرا، من خلال إدماج البعد العلمي الموسع، بغية مواجهة الرهانات الرئيسية، من قبيل الأمن الغذائي واستدامة التنمية، وكذا التكيف مع التغيرات المناخية.
وأوضح أن التنوع البيولوجي يشكل مصدر غنى بالنسبة للبلدان، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على هذه الثروة وتدبيرها بشكل مستدام.
واستعرض الغاشي جهود المعهد العلمي التابع لجامعة محمد الخامس، في مجال حماية التنوع البيولوجي، عبر تثمين المعارف والإسهام في تقديم إجابات في هذا الميدان.
وتوج هذا اللقاء بالتوقيع على اتفاقية الشراكة المذكورة بين كتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والمعهد العلمي، بهدف مواكبة كتابة الدولة في تحيين الدراسة الوطنية حول التنوع البيولوجي.
شارك في هذا اللقاء الممثلون المقيمون لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية، وخبراء في الميدان.