أخبار الدارسلايدر

جهود عقيمة لإنهاء الاقتتال… فمن سيطفئ نار السودان؟

الدار/ كلثوم إدبوفراض

لاتزال حرب الجنرالين متواصلة بلا هوادة، حيث وصلت مدتها إلى اثني عشر أسبوعا، تحصد الأخضر واليابس في السودان، دون أن تحسب أي حساب لمعاناة الشعب ومستقبل الشباب ونفسية الأطفال والنساء وقهر الرجال، واضعة البلاد منقسمة تائهة، قطعت جسور الأمل في نفوس المدنيين، لتطبع في ذاكرتهم سيناريوهات مأساوية، تصور لهم الفقد و الحنين إلى وطن أصبح غربة، في وقت تظل فيه القوات الخارجية لا تحرّك ساكناً لوقف المعارك و الاقتتال، دون أن تبدي اية خطوة لجذب طرفي الصراع إلى مائدة المفاوضات لحل الأزمة.

على الرغم من الوساطة الأمريكية-السعودية بدفعهم إلى الالتزام لوقف النار، و التوقيع على اتفاقيات عدد من الهدنات، إلا أن إصرار طرفي الصراع على الحسم العسكري وعدم تجاوبهم مع دعوات الوساطة، أدى إلى وقف محادثات جدة، و تعليق أية مبادرات أخرى من أجل التدخل لفك العراك.

كما توقع الكثيرون أن تنجح الوساطة الإفريقية من منظمة ” الإيغاد” التي تشكل لجنة رباعية للوساطة في السودان، خاصة في ظل الروابط والامتدادات القبلية والمصالح بين طرفي الصراع والدول الإفريقية، إلا أنها بدورها بات يخيم عليها الجمود.

ولم تسلم محاولات الوساطة من قبل دول شرق إفريقيا من الانتقادات والتهكّمات من طرف الجيش، حيث أتهمت دولة كينيا بالتحيّز، و توفير قيادات لقوات الدعم السريع، حيث صرح نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، بأن السودان يعتبر كينيا «دولة غير محايدة» في الأزمة السودانية، مشيراً إلى وجود علاقات استثمارية واقتصادية بين كينيا وأحد طرفي النزاع في السودان.

من جانب آخر، أعرب قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، عن انفتاحه على أية محاولة توسطية من جانب روسيا او تركيا، معتبراً أن روسيا وتركيا تتعاملان مع الجيش باعتباره مؤسسة وطنية ولا تساوي بينه وبين قوات الدعم السريع، كما تقوم روسيا بأدوار مؤثرة في مجلس الأمن الدولي إزاء الأزمة السودانية، كما يرتبط الحضور التركي عبر مدخل العمل الإنساني في السودان.

من جهة أخرى، يسعى الجيش السوداني من خلال دعوته وقبوله لوساطة روسية وأخرى تركية إلى تخفيف الضغوط الغربية، خاصة الأمريكية عليه.

فهل سينجح الثنائي تركيا-روسيا في إرساء دعائم السلم ووقف الإقتتال في السودان، دون أية أطماع مصالحية وبعيداً عن الحساسيات الدبلوماسية؟

زر الذهاب إلى الأعلى