على خطى “سانكارا” .. تراوري زعيم بوركينافاسو يطالب بالقطيعة مع الإمبرياليين و المستعمرين
الدار- سلمى الخطابي
تلقى الرئيس الانتقالي لبوركينا فاسو، إبراهيم تراوري، استقبال جماهيري حاشد عقب عودته لبلاده من روسيا، حيث شارك في القمة الروسية الإفريقية التي انعقدت 27 و 28 يوليو، في سان بطرسبرغ بروسيا .
وخلال هذه القمة ، ألقى الزعيم الشاب خطاب خلف صدى و قبول كبير في اوساط الشعب البوركينابي والذي اعاد الى اذهانهم ذكرى زعيمهم التاريخي الراحل “توماس سانكارا” .
و في كلمة إبراهيم تراوري أمام القادة الحاضرين للقمة الروسية الإفريقية الثانية، أوضح من خلالها ملامح سياسة بلاده الخارجية، و ركز على “النضال” ضد الطامعين في إفريقيا، موجها رسالة مشفرة لفرنسا ، قائلا أن الشخص الذي لا يستطيع أن يناضل من أجله مستقبله غير جدير بالإشادة ، مضيفا بالقول: “نحن معتادون على النضال من أجل وطننا، ولذا حملنا السلاح ضد الإرهاب لحماية دولتنا ” ، وأضاف في كلمته كذلك: ” نحن نستغرب من أن الإمبرياليين يسمون بعض الفصائل المسلحة بالمعارضة، و بأنهم وطنيون” .
كما وجه خلال كلمته نداء لقادة أفريقيا قائلا : ” يجب على قادة الدول الإفريقية ألا يتصرفوا كدمية في أيدي الإمبرياليين والمستعمرين، وأقول لهؤلاء القادة: علينا أن نضمن الاكتفاء الذاتي لشعوبنا، مثل أن نعالج مشكلة النقص في الغذاء، وهذه الأولوية لنا، وعلينا أن نحترم شعوبنا التي تناضل ضد الاستعمارية ” وختم كلامه بالقول: “التحية والنصر لشعوب إفريقيا” .
وحسب المراقبين ، فإن تراوري البالغ من العمر 35 عاما، ما يجعله أصغر زعيم دولة في إفريقيا، والذي قام بانقلاب عسكري في سبتمبر 2022، وتولى السلطة كرئيس لفترة انتقالية في الشهر الذي تلاه، أصبح الآن يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الشعب البوركينابي، خصوصاً الشباب، وذلك بسبب إتخاذ سياسات ضد الهيمنة الفرنسية والفساد، وهي نفس شعارات الزعيم السابق “سانكارا” الذي تولى السلطة كذلك عقب انقلاب عسكري، وقاد البلاد من 1983 حتى 1987، وقُتل في عملية توجه فيها اتهامات لضباط بالجيش على علاقة بفرنسا.
وكان إبراهيم تراوري بعد 4 أشهر من الانقلاب علق الاتفاق العسكري مع فرنسا، ثم اتخذ قرارا صعبا بطرد القوات الفرنسية من البلاد. كما رفض كل الضغوط على قادة الانقلاب في النيجر (الذي وقع 26 يوليو الماضي)، والتي تقوم بها المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا “الإيكواس” لإعادة الرئيس النيجري محمد بازوم (حليف فرنسا)، واعتبر تهديد المجموعة بالتدخل العسكري ضد النيجر بمثابة إعلان حرب على بلاده أيضا.