أخبار الدارسلايدر

هل انتهى زمن ” أفريقيا الفرنسية ” …وبداية روح إفريقية جديدة؟

الدار/ كلثوم إدبوفراض

استعمار واستلاب وهيمنة و نهب للثروات و تجارة الرقيق و مجازر بشرية.. فصول سوداء سطّرتها فرنسا الوهمية بحبر من دماء عشرات الآلاف من الضحايا الأفارقة، لتجسّد بذاكرتهم تاريخاً امتد ل3 قرون، يتوزع في 20 دولة إفريقية على الأقل، ماسحاً كرامتهم و إنسانيتهم الأرض، تحت لواء الحفاظ على مصالحهم و اعتبار القارة الإفريقية ك”الحديقة الخلفية”، التي وظيفتها الإطاحة بأيّ نظام هو في حكم أفريقيا لا يتلاءم مع مصالحها.

هكذا كانت تتعامل فرنسا و تتحكم في “قارة” بأكملها، بنهج “سياستها القذرة” من خلال تعيين رؤساء و إقالة آخرين، وفق ما يناسب رؤيتها الاستراتيجية التي تحفظ لها خاصية الاستغلال الحر في الموارد المعدنية و النفطية التي كانت إكسير الموت لدى القارة السمراء.و إكسير الحياة لدى باريس.

حيث كانت التبعية الأفريقية لفرنسا تشمل كل القطاعات، السياسية و الاقتصادية، والمالية، العسكرية.

لكن، يبدو أن دول أفريقيا استفاقت بعد سبات عميق دام طويلاً، وهو ما شكّل صفعة لفرنسا، بعدما قرر المجلس العسكري في النيجر، الانقلاب على حكومة بلاده، التي كان يترأسها الرئيس “المخلوع حاليا” محمد بازوم، و تنقلب الطاولة على دولة فرنسا الاستعمارية، في وقت تصاعدت فيه مطالبات بانسحاب الكيانات الفرنسية تدريجيا من على الأراضي كل من مالي، وبوركينافاصو، و غينيا،
و التشاد، و أفريقيا الوسطى، ثم النيجر التي كانت آخر معقل لها على الساحل الإفريقي.

فالانقلاب العسكري الجاري في النيجر، بعثر الأوراق على فرنسا، رغم الزيارات الدبلوماسية التي قام بها الرئيس ماكرون مارس الماضي، إلا أن حصيلتها كانت عكسية و خارج توقعات باريس.

من جهة أخرى، ما زاد من تعقيد الأزمة وتآكل الكيان الباريسي، هو طلب الحاكم الجديد لبوركينافاصو إبراهيم تراوري، التحالف مع روسيا كبديل لفرنسا، فيما يخص القضايا الأمنية و العسكرية، لأجل التخلص من النفوذ الفرنسي، رغم إعلان ماكرون للاستراتيجية الجديدة في التعامل مع الأفارقة بخصوص تقليل عدد القواعد العسكرية فوق أراضيها، و دعمها في مكافحة الإرهاب، لكن التجاوب مع الاستراتيجية كان فاشلاً، ومرة أخرى ورقة خاسرة لباريس لاستمالة الأفارقة لها.

وبالتالي، وبعد كل هذه المؤشرات الواضحة، هل ستشرق القارة الإفريقية بعهد جديد يخلو من التسلّط و التخلص من أي كيان يحاول طمس الهوية الأفريقية و نهب الثروات التي تستحق الشعوب الأفريقية أن تستفيد من إيراداتها بحق مشروع؟

وهل ستكتفي أفريقيا من جعل الغرب الأوروبي يتحكّم في مصيرها؟ و هل ستنجح روسيا في تدمير النفوذ الفرنسي بشكل لا رجعة فيه؟

زر الذهاب إلى الأعلى