الجيش السوداني يصد أعنف هجوم لـ «الدعم» على سلاح المدرعات
تجددت أمس الاثنين المواجهات العسكرية العنيفة بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في محيط سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي الخرطوم، فيما استهدفت وحدات المدفعية الثقيلة المتمركزة شمالي أم درمان نقاط انتشار قوات الدعم في عدد من المناطق، في حين أعلن الجيش اغتيال اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر الصائم قائد الفرقة 16 مشاة بمقر الفرقة 16 بنيالا.
وبدت المواجهات في يومها الثاني على التوالي، وهي الأعنف من نوعها منذ اندلاع الحرب في إبريل الماضي، حيث دوّت الانفجارات العنيفة بشكل متتالٍ، مع إطلاق نار متواصل بواسطة الأسلحة الثقيلة. وعلى الرغم من إعلان الدعم السريع، على منصة «اكس «و«فيسبوك» أن مقاتليها تمكنوا من دخول مقر المدرعات، الا أنه لم يتسن تأكيد ذلك من جهات محايدة.
وشهدت سماء الخرطوم، تحليقاً لطيران الاستطلاع الحربي، مع سماع دوي قصف مدفعي عنيف وإطلاق أعيرة نارية بصورة متتالية جراء استمرار المعارك جنوب الخرطوم.
وقال شهود عيان إن المعارك في محيط سلاح المدرعات هي الأعنف منذ اندلاع القتال حيث بدأت قوات الدعم الهجوم بالمدفعية الثقيلة، وأن الجيش، استخدم الطيران الحربي لصد الهجوم المكثف.
وامتدت الاشتباكات إلى أحياء «النزهة» و«العشرة» و«جبرة» و«اللاماب» في محيط المنطقة، إلى جانب الخرطوم بحري. وتواصل قوات «الدعم » القصف المكثف على أحياء «الدروشاب» بالقرب من معسكر«الكدور» لليوم الثاني على التوالي.
وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله، أمس ، إن القوات المسلحة قتلت وجرحت المئات من عناصر الدعم السريع أثناء محاولتهم عدة مرات اقتحام مقر سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة .
مقتل 8 مدنيين بينهم سيدتان
وأشار عبد الله إلى مقتل 6 مدنيين في منطقة السلمة وسيدتين بمنطقة كرري نتيجة لسقوط قذائف هاون أطلقها المهاجمون أثناء انسحابهم، واتهم الدعم بأنها جندت خلال هذه الهجمات «عدداً كبيراً من القصر وصغار السن». وقال عبد الله «تمكنت قواتنا بمنطقة الشجرة العسكرية،من إفشال عدد من المحاولات من قبل المليشيا المتمردة على سلاح المدرعات ومجمع الذخيرة.
وذكر أن المعارك في منطقة الشجرة أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، وتدمير 5 مدرعات ودبابة وآليتين مثبت عليهما مدافع مضادة للطائرات، مضيفاً أنه استولى على 3 دبابات.
وتزامن ذلك مع تحليق مكثف للطيران الحربي في سماء مدينتي الخرطوم وأم درمان، مع إطلاق الدعم المضادات الجوية.
واستهدفت وحدات المدفعية الثقيلة المتمركزة شمالي أم درمان في قاعدة كرري العملياتية، أمس، نقاط انتشار الدعم السريع في عدد من مناطق المدينة. وشهدت الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان اشتباكات بين الطرفين.
المجاعة تحاصر جنوب دارفور
كما تشهد نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، اشتباكات مستمرة بين الطرفين، ما أدى إلى تصاعد موجة النزوح .
وأكدت غرفة طوارئ نيالا أن الحرب خلفت أوضاعاً كارثية، تمثلت آثارها في انهيار الوضع الصحي وانعدام الاحتياجات الأساسية، مشيرة إلى أن المجاعة تحاصر الولاية في كل مكان.
في السياق نفسه،أعلن الجيش أمس،اغتيال اللواء الركن ياسر فضل الله الخضر الصائم قائد الفرقة 16 مشاة، بمقر الفرقة 16 بنيالا.
ونعى الجيش، اللواء فضل الله، قائلاً إنه كان نموذجاً فريداً للقيادة العسكرية، ومضى ضارباً أروع الأمثلة في البسالة والشجاعة. وسبق أن تداول النشطاء مقطعاً مصوراً لقائد الفرقة (16) وهو يحفر قبره بيده داخل مقر الفرقة بنيالا، فيما قالت مصادر مطلعة، إن قائد الفرقة اغتيل بالرصاص من أحد حراسه داخل مقر الفرقة بالمدينة.
ملاذ للإرهاب
وكان مسؤول كبير في الهيئة الحكومية للتنمية إيقاد حذر، أمس الأول الأحد، من تحول السودان إلى ملاذ للإرهابيين، وحث الدول الأعضاء على العمل معاً للتوصل إلى حلول لمواجهة أخطار الإرهاب والصراعات في المنطقة.
وقال أبيبي مولونيه، قائد برنامج القطاع الأمني في الإيقاد، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية، إن منطقة القرن الإفريقي غنية بالموارد الطبيعية لكن عدم الاستقرار وخطر الإرهاب والتغير المناخي تمثل تحديات كبرى. وأضاف: يجب اتخاذ إجراءات جماعية لردع التهديد الإرهابي من خلال تطوير حل مستدام للصراع في المنطقة.
وتابع قائلا: الجماعات الإرهابية في سوريا تبحث عن فراغ لاستغلاله بعد هزيمتها. هذا الفراغ متوفر الآن في منطقة شرق إفريقيا.
وأوضح قائلاً: على سبيل المثال هناك خطر في السودان. إذا لم يتم التوصل لحل للمشكلة في السودان، فمن المعتقد أن الجماعات الإرهابية سوف تستغل هذا الفراغ.