الجيش الجزائري المجرم.. ماذا ننتظر من نظام إرهابي؟

الدار/ تحليل
رد الفعل العدواني الذي تعامل به خفر السواحل الجزائري مع سياح مغاربة كانوا يستمتعون بأوقاتهم في سواحل السعيدية وجريمة الإعدام الإرهابية التي قام بها الحرس الجزائري تؤكد بالملموس أن عملية التجييش والتعبئة المعنوية بلغت ذروتها في صفوف جيش الكابرانات الذي أضحى مستعدا على ما يبدو لارتكاب أيّ حماقة عسكرية مهما كانت خطورتها. فإطلاق الرصاص القاتل على مواطنين مغاربة عن عمد دليل على أن هذا الجيش كان يبحث عن إشعال فتيل الفتنة والتسبّب في حرب طاحنة بين البلدين بعد أن ظلت العلاقات ضحية العقلية العدوانية لقادة الجزائر منذ عقود طويلة.
والظاهر أن الأوضاع والشروط الداخلية قد أضحت كلها متوفرة في الجزائر من أجل التوجه نحو قرار ارتكاب حماقة الحرب وإعلانها على المغرب، وأن ما حدث في سواحل السعيدية الأسبوع الماضي كان بمثابة استفزاز مقصود في محاولة للبحث عن ذريعة لإطلاق هذه الحرب. والشروط الداخلية التي نتحدث عنها هنا هي الحيثيات والملابسات التي دفعت كثيرا من الأنظمة عبر التاريخ إلى ارتكاب هذه الحماقة ومهاجمة الجيران وإدخال المحيط الإقليمي في حروب طاحنة استعرت لفترات طويلة أو كانت سريعة وحاسمة. ومن بين هذه الشروط الموضوعية التي يمكن أن تدفع جيشا كجيش الكابرانات إلى البحث عن الحرب هذا الاحتقان الداخلي الواضح بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية وفشل النظام في تنفيذ وعوده.
كلّ يوم يفاجئ هذا النظام شعبه بالمزيد من الإخفاقات بل والفضائح التي يتورط فيها الرئيس أو الوزراء أو قادة الجيش، وتضيع في النهاية مقدّرات الشعب الجزائري وتهدر ثرواته. كان آخر هذه الفضائح طبعا إهدار مليار ونصف المليار دولار في شراء أسهم في بنك تجمع بريكس للتنمية أملا في الحصول على عضوية رسمية بهذا التجمع، لكن النتيجة كانت هي رفض ملف الجزائر والموافقة على طلبات دول أخرى ستلتحق قريبا بهذا التجمع. في ظل هذا الفشل وهذه الإخفاقات تصبح الحاجة إلى تصدير الأزمة نحو الخارج ضرورة ملحة لإدارة الأوضاع والتحكم بها، علما أن هذا النظام يعيش أصلا على ثقافة الخوف إما من العدو الداخلي أو الخارجي من أجل إحكام السيطرة.
من غير المستبعد إذاً أن يقْدم الكابرانات على المحظور واتخاذ قرار مهاجمة المغرب خاصة أننا نشهد منذ أكثر من سنتين تداريب وتمرينات عسكرية مكثفة يخضع لها الجيش الجزائري بإشراف من اللواء الأسير السابق السعيد شنقريحة بوتيرة شهرية تقريبا. ما الهدف من هذه التداريب إذا لم تكن هناك نية مبيتة لارتكاب حماقة معينة كتلك التي ارتكبها خفر السواحل الجزائري في المنطقة الحدودية مع السعيدية؟ والكابرانات يدركون أن المغرب بلد يخضع في إدارته لعقلية مختلفة تقدّر المصالح والمفاسد أولا قبل اتخاذ القرارات. ربّما كان الكابرانات يعتقدون أن اغتيال مواطنين مغاربة في سواحل السعيدية يمكن أن يقود إلى ردّ فعل عدواني من قبل المغرب، ومن ثمة خلق ذريعة مناسبة للتدخل العسكري.
لكن هذا لن يحدث طبعا من جهة المغرب. لقد أكد الملك محمد السادس في أحد خطاباته الحديثة أن المغرب لا ولن يكون أبدا مصدر إيذاء للأشقاء الجزائريين مهما كان. لكن هذه الرسالة على ما يبدو فُهمت خطأ في الجهة الأخرى من الحدود وأصبحنا نرصد بشكل يومي تزايد التعبئة والشحن الإعلامي والسياسي ضد المغرب والمحاولات الجارية على قدم وساق من أجل إشاعة مشاعر الكراهية والعنصرية ضد بلادنا ومواطنينا وقيادتنا. لهذا من الضروري أن ترفع بلادنا مستوى اليقظة والتأهب على كافة الأصعدة خاصة أن المحيط الإقليمي للجزائر أيضا أضحى مليئا بالصراعات التي يمكن أن دفع هذا النظام نحو الشعور بالاستهداف بشكل قد يُفقد قيادة الكابرانات البقية الباقية من الرزانة والتعقّل إن كان لديها أصلا تعقّل ورزانة.