المنظمات الإنسانية تكثف جهودها لتوفير الاحتياجات الضرورية لضحايا الفيضانات بدرنة
قالت منسقة الأمم المتحدة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا، جورجيت غانيون، أمس الثلاثاء، إن المنظمات الإنسانية بصدد تكثيف جهودها لتوفير الاحتياجات الأساسية لآلاف الأسر ضحايا الفيضانات الناتجة عن إعصار “دانيال” الذي ضرب، مؤخرا، مدينة درنة (شمال شرق).
وأكدت المسؤولة الأممية في ختام زيارتها الثانية إلى درنة بعد الفيضانات المدمرة بها والتي أودت بحياة آلاف الأشخاص ودمرت أحياء بأكملها، أن الأمم المتحدة وشركاؤها على الأرض يواصلون تقديم المساعدات الإنسانية الحيوية ودعم للمتضررين في درنة وبنغازي والبيضاء وشحات وسوسة.
وأضافت أنه واستنادا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تم تأكيد 4255 حالة وفاة بسبب الفيضانات في حين لا يزال 8540 شخصا في عداد المفقودين، مشيرة إلى أن الاحتياجات الإنسانية كبيرة بالمدينة، حيث أكدت وكالات الأمم المتحدة أن نصف المرافق الصحية التي تم تقييمها في درنة وأجزاء من الجبل الأخضر، ( 78 مرفقا)، باتت خارج الخدمة جزئيا أو بشكل كامل.
ودمرت مياه الفيضانات شبكات المياه وأنابيب الصرف الصحي. كما باتت العديد من الأسر النازحة بسبب الفيضانات تقيم مع أسر مضيفة، بينما يحتمي آخرون في المدارس في انتظار ما ستسفر عنه جهود السلطات المحلية لإيجاد حلول لهذه الوضعية.
وتعتبر معالجة وضع النازحين المقيمين في المدارس أولوية ملحة مع اقتراب انطلاق الموسم الدراسي في شرق ليبيا.
وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها، الذين تواجدوا على الأرض بالمناطق المتضررة في غضون ساعات من الفيضانات، يواصلون حاليا توفير مياه الشرب واللوازم الطبية ومستلزمات النظافة واللوازم المدرسية والبطانيات والمواد الغذائية وخدمات الإسعافات الأولية النفسية والاجتماعية للناس، فضلا عن تقديم الدعم لإنشاء ستة مستشفيات ميدانية.
وسلطت الضوء على التقدم المحرز في الجهود الجارية لإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل الطرق وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين.
وقالت إن هذه الوكالات قامت بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف ، بمراجعة إمكانيات الوصول إلى الخدمات الصحية الأساسية ومسارات الإحالة الطبية في البيضاء و شحات.
وثمنت السيدة غانيون جهود عمال البحث والإنقاذ الليبيين والدوليين للعثور على ناجين في ظروف بالغة الصعوبة. وعقدت المسؤولة اجتماعات مع مسؤولسن بالسلطات المحلية، جيث بحثت معهم أهمية توفير إمكانيات الوصول للعاملين في المجال الإنساني، والحاجة إلى تنسيق قوي بين الشركاء الليبيين والدوليين.
كما تم التشديد على الحاجة إلى تسريع جهود الإنعاش المبكر من أجل تعزيز عملية إعادة الإعمار على المدى الطويل.
ووصفت السيدة غانيون ما عاناه ساكنة درنة والمناطق المحيطة بأنه “مأساوي ويفوق الوصف”.
وقالت “أخبرتني جميع العائلات النازحة التي التقيت بها أن لديهم أمنية واحدة: أن تعود حياتهم إلى طبيعتها. وتمنحني موجة التضامن والدعم والوحدة التي أظهرها الليبيون من جميع أنحاء البلاد الأمل في أن يحدث ذلك”.
يذكر أن إعصار “دانيال” الذي ضرب درنة في 12 شتنبر الجاري تسبب في خسائر كارثية إذ قام بجرف أحياء سكنية كاملة وأودى بحياة الآلاف من الأشخاص.
وفاقم انهيار السدود في المدينة من الأزمة بشكل كبير.
المصدر : الدار – و م ع