أقيم أمس الجمعة، بمتحف تيودور مونود بدكار، معرض “إفريقيا تحتفي بالزولو مباي” تخليدا لخمسين عاما من الممارسة الفنية للفنان التشكيلي السنغالي محمدو مباي المعروف بالزولو مباي، بمشاركة فنانين من 11 دولة إفريقية من بينها المغرب.
وترأس افتتاح هذا المعرض، الذي ينظم تحت رعاية الوكالة المغربية للتعاون الدولي ويستمر إلى 10 نونبر المقبل، الكاتب العام لوزارة الثقافة السنغالية الحبيب ليون ندياي وسفير المغرب بالسنغال حسن الناصري بحضور ممثلة الوكالة ليلى العلوي ونخبة من رجال الثقافة والفن.
وأكد الفنان مباي، بهذه المناسبة، أن فكرة إحياء ذكرى مرور 50 عاما على ممارسته الفنية، “ولدت أثناء إقامته العلاجية بالمغرب وترعرعت في دكار”، مشيرا إلى أن هذا الاحتفال يمثل له لحظة من السمو والتفاعل.
وقال السيد زولو: “لقد عشت هذه السنوات الخمسين كنعمة إلهية. فالممارسة الفنية هي أسلوب حياة ونعمة إلهية”، معتبرا أن “الرسم يسمح لنا بالبحث عما هو غير مرئي”. وأبرز دعم الوكالة المغربية للتعاون الدولي في إنجاح هذا المشروع، مشيرا إلى أن هذا المعرض يمثل فرصة للاحتفاء بفنون وثقافة القارة الأفريقية من خلال اللوحات والأعمال المتنوعة المعروضة.
وأعرب السيد زولو مباي عن عميق امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس الجمهورية ماكي سال، على مبادراتهما لفائدة الثقافة والفن، مذكرا في هذا الصدد بزيارة جلالة الملك سنة 2016 إلى قرية الفنون في داكار.
ومن جانبه، أشار سفير المغرب بالسينغال إلى أن هذا الحدث يشكل فرصة للاحتفاء بـ “فنان عظيم عصامي وإنساني، يحسب له 50 سنة من الإبداع والخيال والكرم”. وذكر بأن السيد مباي بعد أن حظي بشرف استقبال جلالة الملك في ورشاته بقرية الفنون، تلقى دعوة من جلالة الملك للمشاركة في معرض “العاصمة الإفريقية” بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط.
وأوضح أن هذه الزيارة الأولى للمملكة كانت نقطة انطلاق لمغامرة كبيرة واكتشاف العظمة والأبعاد المتعددة للالتزام الشخصي لجلالة الملك تجاه إفريقيا والإنسانية، مبرزا أنها “تلتها زيارات أخرى، متكررة ومنتظمة، حتى أضحت موعدا سنويا لا محيد عنه بالنسبة للسيد مباي زولو”.
وفي هذا السياق، أبرز الدبلوماسي المغربي الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك للنهوض بالثقافة الإفريقية والتزامه متعدد الأبعاد، وكذا دعمه لأسرة الفنانين الذي يتجلى على عدة مستويات، لا سيما من خلال تنظيم أنشطة ثقافية مكثفة في المغرب مخصصة للنهوض بالثقافة الأفريقية. وذكر أيضا بأن برنامج الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية (يونيو 2022-ماي 2023) أتاح فرصة مثالية لجمع الفنانين والمبدعين الأفارقة في أكثر من 100 حدث تم تنظيمها على مدار السنة، بهدف تعزيز الإبداع والحوار والتسامح. وأضاف أن ذلك يشكل بعدا آخر للمقاربة الشاملة للرؤية الإفريقية لجلالة الملك .
وتجدر الإشارة إلى أن ستة فنانين تشكيليين مغاربة يشاركون في هذا المعرض، وهم تويس مونيا والعنزاوي محمد وبنحليمة ليلى والشاطر نور الدين وضيف الله نور الدين ووردان عبد الرحمان. وأشارت الفنانة التشكيلية تويس مونيا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا المعرض الذي يخلد ذكرى 50 عاما من الممارسة الفنية للفنان زولو، يمثل فرصة للتعاون والاحتفاء وتقاسم الفن والثقافة الإفريقية.
ورحبت بالتعاون المثمر بين المغرب والسنغال في مجالي الفن والثقافة، مشيرة إلى أن هذا اللقاء يشكل فرصة للتمازج الثقافي والتقاسم والتبادل.
وإلى جانب المعارض، يتضمن برنامج هذه الفعالية عرض فيلم “الزولو الأفريقي” وحلقة نقاشية حول موضوع “الفن وسيلة لتقارب الشعوب”.
المصدر: الدار– وم ع