الاتحاد الاشتراكي يشخص واقع التنمية المتردي بإقليم ابن سليمان
الدار/ بوشعيب حمراوي
استنكرت الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، استمرار التهميش والإهمال الذي مازال يعرفه الإقليم في جميع المجالات و الميادين خاصة بالعالم القروي والمناطق النائية التي تعرف تدني في الخدمات الاجتماعية والبنيات التحتية الأساسية حيث انعدام وضعف المسالك الطرقية والكهرباء والماء ببعض الجماعات الترابية، وعدم اتخاذ المسؤولين للتدابير الضرورية لفك العزلة عن المناطق المهمشة والتي مازالت تعاني من هشاشة اجتماعية كبيرة. ودعت في بيان لها إلى التعاطي الجدي مع مطالب بعض المنتخبين وممثلي السكان في الجماعات التي تعاني من اختلالات في التسيير.
كما دعت إلى خلق قطب صناعي وسياحي يراعي خصوصية الإقليم، للمساهمة في تحقيق تنمية حقيقية وشاملة وخلق فرص الشغل لحاملي الشهادات الجامعية و للشباب العاطل قصد التقليص من نسبة البطالة، بتوفير الشروط المحفزة للاستثمار، والتفكير الجدي في خلق نواة جامعية للتخفيف من معاناة الطلبة في متابعة دراساتهم الجامعية.
وندد الاتحاديون بالإقليم بما وصفوه بالتشوه المجالي الذي لحق المراكز الحضرية، جراء تناسل التجزئات السكنية التي لا تحترم قانون التعمير ولا تراعي جمالية و لا خصوصية مدن الإقليم سواء على مستوى الموقع الطبيعي المتميز لمدينة بن سليمان، أو على مستوى الواجهة البحرية لبوزنيقة والمنصورية.
وأعلنوا تضامنهم مع ضحايا النصب والاحتيال من طرف لوبيات ومافيا العقار، التي فسح لها المجال للمضاربات العقارية وتحقيق أرباح طائلة على حساب الفئات الهشة من المجتمع.
ودقوا ناقوس الخطر لما وصلت إليه الأوضاع بمدينة بن سليمان، والتي اكتست طابع الترييف والبداوة، في ظل التسيب والاستغلال الفاحش للملك العام والفوضى في حركة السير والمرور، والانتشار الواسع للأسواق العشوائية (الجوطيات) وما تعرفه "المدينة الخضراء" من ضعف الخدمات في المجال الصحي، وفي مجال النظافة والإنارة العمومية، ومن تدني على مستوى البنية التحتية، وتراجع على المستوى الثقافي والرياضي والفني، بسبب عدم اهتمام المسؤولين البلدي بمشاكل ومطالب الساكنة، وفشلهم في النهوض بأوضاع المدينة.
وعرج الاتحاديون إلى ملف مقالع الأحجار والرمال والحصى والرخام التي لوثت غابة الإقليم ومساحتها أزيد من 58 ألف هكتار. حيث طالبوا بمراقبة دفاتر تحملات تلك الشركات المشرفة، ومعاقبة المتجاوزين الذين يستفيدون من خيرات الإقليم دون وجه حق. مشيرين إلى الآثار الجسيمة على البيئة، والتداعيات السلبية على الثروة المائية والحيوانية والغابوية، وعلى صحة وسلامة الساكنة. إضافة إلى تدمير البنية الطرقية. منبهين المسؤولين إلى ما آلت إليه الأوضاع البيئية بغابة بن سليمان التي تعد ثروة وطنية، من ترد كبير وتدهور فظيع نتيجة إغراقها بالنفايات والأزبال، وتعرضها لتخريب ممنهج في غياب المراقبة والصيانة.
كما طالبوا بفتح تحقيق في الصفقات التي يستفيد منها البعض دون احترام دفتر التحملات، ودون تجويد الخدمات خاصة في مجال التدبير المفوض لقطاع النظافة ببعض الجماعات الترابية، وفي قطاع النقل العمومي الحضري وما بين الحضري.
واعتبروا أن ما يعرفه الإقليم من تفاقم للأوضاع، هو نتيجة حتمية لنهج المسؤولين لسياسة التهميش والإهمال، وعدم اهتمامهم بالمشاكل التي تتخبط فيها الساكنة، فإن الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببن سليمان.
وطالبوا القائمين على تدبير شؤون الإقليم بالانكباب الجدي والمسؤول على القضايا المطروحة قصد معالجتها وإيجاد الحلول لها خدمة للسكان، وتدعو كل الفعاليات الجادة إلى توحيد الجهود للتصدي لكل من يستغل مكانه وموقعه لتحقيق مصالحه والاستفادة من خيرات الإقليم.
وكانت الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ببن سليمان عقدت أخيرا اجتماعا عاديا، تدارس خلاله أعضاء المكتب الحزبي الأوضاع السياسة والاقتصادية والاجتماعية التي تتسم بالغموض والارتباك نتيجة القرارات اللاشعبية التي اتخذتها الحكومة، والتي أدت إلى التراجع عن المكتسبات، وضرب القدرة الشرائية للمواطنين، وساهمت في ارتفاع منسوب الاحتقان الاجتماعي وتزايد الاحتجاجات الفئوية، كما تداول الأعضاء في الدينامية التي يشهدها حزب القوات الشعبية المتمثلة في بعض المبادرات السياسية والتنظيمية والإشعاعية التي خلقت نقاشا واسعا في أوساط المجتمع المغربي ولدى الفاعلين، ووقف أعضاء الكتابة الإقليمية مطولا عند الاختلالات التنموية التي يعرفها الإقليم، حيث ارتفاع نسبة البطالة بسبب انعدام فرص الشغل، وعجز المسؤولين عن وضع برامج ومخططات لتحريك عجلة التنمية والنهوض بأوضاعه، رغم توفر الإقليم على موقع استراتيجي متميز، وعلى إمكانيات ومؤهلات طبيعية وفلاحية وسياحية وبشرية مهمة. مما فسح المجال لبعض لوبيات المقالع والعقار والمستفيدين من التدبير المفوض لقطاع النظافة من استغلال خيراته المتنوعة بشكل عشوائي وبشع، دون حسيب ولا رقيب، مستغلين في ذلك عدم تفعيل القانون والرقابة الإدارية تجاه بعض المخلين، وتجاه بعض الجماعات الترابية التي تعاني من مشاكل عديدة واختلالات كبيرة في التسيير. الشيء الذي جعل الإقليم يعرف عدة مشاكل، حيث قلة فرص الشغل، وارتفاع نسبة البطالة خاصة في صفوف الشباب، ويشكو من التدهور الفظيع للمجال الغابوي والبيئي، ويعاني من عدة نقائص على مستوى البنيات التحتية ومن ضعف وانعدام شبكة الماء والكهرباء بالوسط القروي وبالمناطق النائية، خاصة بجماعات: أحلاف وبئر النصر وسيدي بطاش ومليلة واولاد علي الطوالع… التي تعاني من استمرار العطش وانعدام المسالك وضعف الخدمات الصحية والاجتماعية، في ظل عدم اهتمام المسؤولين بحاجيات السكان وتجاهلهم للمطالب المطروحة بحدة لمعالجة مشكل النقل العمومي والفساد الذي ينخر مجال العقار ومجال الدعم العمومي والإعانات الفلاحية.