الصين: بكين في أوج موجات البرد الشديد
شوارع مغطاة بالثلوج تحت سماء مظلمة، وأماكن عامة شبه فارغة بعد نهاية فترة الزوال، هكذا تعيش العاصمة الصينية بكين على إيقاع فصل شتاء بارد حطم كل الأرقام، مع برد قارس سيمتد لشهور يحل دائما ضيفا ثقيلا على سكان العاصمة.
اللون الأبيض الذي غطى المدينة الأسبوع الماضي، مع أول تساقط للثلوج في فصل الشتاء الذي يتوقع أن يكون قاسيا، فسح المجال لموجة برد شديدة اجتاحت جميع مناطق شمال شرق الصين.
ومنذ الأسبوع الماضي، انخفضت درجة الحرارة إلى أكثر من 15 تحت الصفر في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 26 مليون نسمة، غير أنها تظل وفية لنشاطها وحيويتها المعتادة.
وهكذا يتحدى العاملون في خدمات التوصيل، على دراجاتهم الكهربائية، الظروف الجوية القاسية لضمان وصول جميع أنواع الطلبات، على الرغم من طبقات الجليد السميكة التي تعقد حركة المرور.
باستثناء مراكز الرعاية والمدارس الابتدائية والاعدادية التي أوقفت مؤقتا فصول الدراسة الحضورية، تستمر الحياة كالمعتاد في بكين، وذلك نتيجة التدابير الوقائية التي نفذتها السلطات.
ويعمل موظفو البلدية، نساء ورجالا، من جميع الأعمار منذ الساعات الأولى من الصباح، لتنظيف الممرات على طول الأزقة والشرايين الواسعة للمدينة.
وبينما تدعو خدمات الأرصاد الجوية المواطنين لتوخي اليقظة وحماية أنفسهم، فإنها تطمئن أن الصين لديها القدرة على التعامل مع الحالات الجوية القاسية.
وسجلت بعض الأماكن في أقصى الشمال بالقرب من منغوليا، البلد المعروف بشتائه المتجمد، درجات حرارة أقل من 40 درجة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، سجلت 30 محطة أرصاد جوية وطنية، من بينها بكين وخبي وشانشي وتيانجين ولياونينغ، درجات حرارة منخفضة تاريخية لشهر دجنبر. وسجلت خمس محطات أرقاما قياسية جديدة غير مسبوقة منذ تأسيس هذه المحطات.
وسجلت بكين يوم الأحد الماضي أبرد يوم في فصل الشتاء حيث بلغت درجة الحرارة 15 درجة تحت الصفر، ويتعلق الأمر بثالث أدنى درجة حرارة منذ عام 1951، عندما بدأت الصين في جمع بيانات مراقبة الطقس.
ولم تكن هذه الظروف الجوية خالية من الحوادث. ففي الأسبوع الماضي، وسط العواصف الثلجية التي ضربت بكين، اصطدم قطاران من شبكة مترو الأنفاق في العاصمة. وأدى الحادث إلى إصابة 102 شخصا. ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة، بحسب السلطات.
وعقب هذا الحادث، دعت اللجنة الوطنية للحد من الكوارث لتعزيز مراقبة أقسام الطرق الرئيسية، وعمليات التفتيش في المترو، والممرات تحت الأرض، والطرق المعرضة للصقيع لمنع وقوع الحوادث.
وبعيدا عن العاصمة، بثت القنوات التلفزية، ومستخدمو الإنترنت صورا لكثبان رملية عملاقة مغطاة بالثلوج في تاكليماكان، أكبر صحراء في البلد.
ومن المتوقع أن تستمر موجة البرد في شمال الصين، وهو الوضع الذي يدعو الحكومة المركزية لمضاعفة جهودها للاستعداد للمواقف القصوى.
ودعا نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قوه تشينغ، وهو أيضا مدير اللجنة الوطنية للحد من الكوارث، الإدارات المعنية للبقاء في وضعية يقظة.
ودعت اللجنة نهاية الأسبوع الماضي لبذل الجهود للحيلولة دون وقع الكوارث المرتبطة بانخفاض درجات الحرارة.
وشددت على أنه يتعين على مختلف الإدارات إنشاء أنظمة طوارئ شاملة لمكافحة الظروف الجوية القاسية وتعزيز المراقبة والإنذار وتحليل الظروف الجوية.
المصدر: الدار- و م ع