2023، عام الظروف الجوية القاسية في إسبانيا
يمضي العام 2023 إلى نهايته في إسبانيا، بمعدلات قياسية جديدة لشهر دجنبر، حيث سجل درجات حرارة بمعدلات صيفية ناهزت 30 درجة مئوية جنوب البلاد.
إنه مؤشر يعكس منحى عاما يتميز بحالة الطوارئ المناخية، سواء في الأحداث المتطرفة التي شهدها أو في النقاش العام ومخاوف المختصين.
وإن كان العام 2022 قد ترك بصمته في التاريخ باعتباره العام الأكثر سخونة على الإطلاق، فقد احتل 2023 مركز الصدارة في إسبانيا من خلال تحطيم جميع الأرقام القياسية، مع العديد من موجات الحر الحارقة.
ووفقا للوكالة الوطنية الإسبانية للأرصاد الجوية، فقد تضاعفت وتيرة موجات الحرارة ثلاث مرات خلال السنوات العشر الماضية في البلاد، التي تقع على الخط الأمامي لظاهرة الاحتباس الحراري. وزادت مدة الموسم الصيفي بمقدار عشرة أيام كل عقد منذ الثمانينيات.
ومع ارتفاع يقدر بـ + 2.9 درجة مئوية مقارنة بالفترة 1900-1930، كان 2023 عاما حارا بشكل استثنائي في إسبانيا، حيث حطم رقما قياسيا جديدا للحرارة في شهر دجنبر، لتبلغ ذروتها عند 29.9 درجة مئوية مسجلة في مالقة، جنوب الأندلس.
وتواجه إسبانيا، التي يعاني ما يقرب من 75 في المائة من أراضيها من مفعول عملية التصحر وفقا للأمم المتحدة، ارتفاعا متسارعا في درجات الحرارة مقارنة بالمناطق الأخرى من العالم، وهو ما يتجاوز بكثير المتوسط العالمي.
وبالفعل، شهد شهر أبريل رقما قياسيا جديدا لإسبانيا في درجات الحرارة الأوروبية. وشملت الظاهرة أساسا قرطبة، في جنوب البلاد، حيث سجل المؤشر 38.7 درجة مئوية، وهو أمر غير معهود على الإطلاق.
ومع قدوم الصيف، عرفت إسبانيا عدة درجات حرارة قياسية أخرى: 45.4 درجة مئوية في فيغيراس، بكاتالونيا (18 يوليوز)، ثم 44.2 درجة مئوية في مالقة (19 يوليوز).
وفي بداية غشت، واجهت شبه الجزيرة الإيبيرية مرة أخرى حرارة شديدة، حيث بلغت درجة الحرارة القصوى 46.8 درجة مئوية تم تسجيلها في فالنسيا يوم 10 غشت. وهذا يزيد بمقدار 3.4 درجة مئوية عن الرقم القياسي السابق المسجل في العام 1986.
وكما حدث في 2022، طال صيف هذا العام مرة أخرى. وتميزت درجات الحرارة الشهرية في شتنبر 2023 بموجة حر غير عادية في بداية الشهر، انضافت إليها موجة الحر الحالية المتواصلة، والتي حطمت كل الأرقام القياسية.
وبالمثل، حطمت مدينتان في جنوب وسط إسبانيا، باداخوس ومونتورو، بالفعل الرقم القياسي للحرارة في البر الرئيسي لإسبانيا خلال شهر أكتوبر، حيث بلغت 38 درجة مئوية و38.2 درجة مئوية على التوالي. وتم تسجيل الرقم القياسي السابق، 37.5 درجة مئوية، في منتجع ماربيا الساحلي في أكتوبر 2014.
وفي مواجهة هذه الظروف الجوية القاسية، تخشى السلطات من التفاقم التدريجي لنقص المياه. هكذا، أعلن إقليم كاتالونيا حالة الطوارئ بسبب الجفاف. وهذه الظاهرة، المرتبطة، بحسب الخبراء، بتسارع ظاهرة الاحتباس الحراري، وضعت قضية المياه في مقدمة المشهد السياسي.
وشدد رئيس الحكومة بيدرو سانشيز على أنه يتعين على إسبانيا “مراجعة” طريقتها في إدارة هذه “المادة النادرة بشكل متزايد”، في حين يتم استخدام 80 بالمائة من المياه في البلاد حاليا في الزراعة، وخاصة للفواكه والخضروات المعدة للتصدير.
المصدر: الدار- وم ع