المشروع الانفصالي إلى زوال… نكسات من كل حدب وصوب
مع دعم أكثر قوة من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للموقف المغربي من الصحراء، وتوالي عمليات سحب الاعتراف بـ "الجمهورية الصحراوية" المزعومة، ورياح التغيير التي باتت تهب على الجزائر، يعيش المشروع الانفصالي أحلك أيامه، تتهدد وجوده، في الصميم، النكسات من كل حدب وصوب.
لقد تغير الوضع تماما منذ طرح المغرب عام 2007 مقترحه بشأن حكم ذاتي موسع للأقاليم الجنوبية، كبديل موثوق وواقعي لحل هذا الصراع الإقليمي.
منذ ذلك الحين، يعيش الانفصاليون بلا حول ولا قوة لهم موجة من الأحداث المزلزلة لأوهامهم، حيث بدأت معاقلهم التقليدية في السقوط واحدا تلو الآخر، ودعاماتهم تنهار كقصر من ورق.
بعد إفريقيا، حيث فقط حفنة من دول كانت انساقت وراء هذه المغامرة المفلسة، هي من لا تزال تواصل التجذيف ضد التيار، فإن قادة جددا منتخبين ديمقراطيا في أمريكا الجنوبية انفصلوا عن مواقف أسلافهم بإعادة التوازن لعلاقاتهم الدبلوماسية مع المغرب والعالم العربي.
وهكذا، فقد قطعت، في أقل من أسبوع، دولتان هما السلفادور وبربادوس، علاقاتها مع الجمهورية "الافتراضية"، كما وصفها على نحو جيد، رئيس السلفادور، نايب بوكيلي، حين أعلن رسميا عن سحب اعتراف بلاده ب"الجمهورية الصحراوية" المزعومة.
ومن خلال هذه المبادرة التي تكشف عن حس دولة كبير، التحقت هاتان الدولتان بقائمة طويلة من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، كانت تخلت عن "جبهة البوليساريو" خلال السنوات الأخيرة، وأعادت تقييم مواقفها من قضية الصحراء، الى جانب آخرين لم يستسلموا قط لإغراءات الانفصال، المحملة بمخاطر جمة على الاستقرار والسلم في العالم.
والى جانب هذه القائمة تنضاف العديد من البلدان الإفريقية والآسيوية والأوروبية التي تدعم جهود الأمم المتحدة باتجاه إيجاد حل سياسي تفاوضي لهذا النزاع على أساس الحكم الذاتي باعتباره مقترحا جادا وذي مصداقية يضمن امتيازات واسعة لساكنة الصحراء في إطار السيادة المغربية.