التقاعد.. قضية يتم التحضير لها في وقت مبكر
يبدو أن التخطيط للتقاعد لم يتم بعد استيعابه جيدا من قبل الشباب المغاربة والذين اقتحموا سوق الشغل حديثا، ممن لا يعيرون، في غفلة أو إهمال منهم، أدنى اهتمام لهذا المسألة التي يتم التحضير لها طيلة الحياة المهنية.
ففي غمرة انشغالاتهم المهنية والشخصية، يغفل الشباب مسألة الاستثمار في هذا "المستقبل البعيد"، وبافتقارهم إلى الوعي، فإنهم لا يولون اهتماما لآجال الاستحقاق بالنسبة لمتقاعدي المستقبل، ما يجعلهم في معظم الأحيان يصطدمون بالتغيير "المفاجئ" في إيقاعات وأنماط حياتهم.
ومع ذلك، ليس هناك أفضل أمام الشباب من المضي قدما من أجل بناء تقاعد مستحق تدريجيا ومن دون إحباط أو خيبة أمل، بهدف حماية أنفسهم من الفجوة المحتملة بين الانتظارات وواقع وضعيتهم المالية خلال هذا المسار الدقيق من الحياة.
وقال السيد عبد اللطيف زغنون، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "إن الشبان النشيطين لا يعرفون عموما متى يبدأون الاستعداد للتقاعد"، مبرزا ضرورة مواكبة هذه الفئة وتحسيسها بقوة حتى تتمكن من الاستعداد للتقاعد، عبر اللجوء خلال فترة نشاطها إلى وسيلة لزيادة المداخيل، والتطلع نحو المستقبل.
وأكد زغنون أن "معدل تغطية المعاش لا يتجاوز اليوم نسبة 42 في المئة"، مشددا في هذا الصدد على الحاجة إلى اتخاذ عدد من الإجراءات والتدابير القادرة على استباق التطورات المستقبلية.
ودفاعا منه عن مقاربة "خلق القيم"، دعا السيد زغنون إلى ضرورة إحداث المزيد من فرص الشغل التي تمكن فئة الشباب من دخول عالم العمل، وبالتالي توفير تغطية للتقاعد. وفي أفق سنة 2050، ما يقرب من شخص واحد من بين كل أربعة أشخاص سيبلغ من العمر 60 عاما أو أكثر، وربما لن تحصل نسبة كبيرة منهم على معاش التقاعد، ما يستدعي ضرورة التحسيس بهذا الموضوع.
وأضاف "بالفعل، ينبغي أن نشجع وضع معايير للشباب النشيط من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة لإعداد تقاعدهم بشكل جيد، واتخاذ تدابير خاصة"، من بينها الاستثمارات الادخارية الطوعية، حتى لا يفاجأ المعني بانخفاض في الدخل.
يقول سليمان، مهندس اتصالات سابق انتقل مؤخرا إلى صفوف المتقاعدين، "إن الانخراط في المستقبل والتفكير مبكرا في تنمية المداخيل يدل على الوعي وبعد النظر لدى الشباب النشيط للتعويض عن انخفاض الدخل".
وأشار إلى أن المساهمات التنظيمية المدعومة بمدخرات التقاعد التكميلي "السخية" يمكن أن تضمن معاشا تقاعديا جيدا وحياة أفضل في خريف العمر.
وبدورها، أكدت رشيدة، وهي أستاذة سابقة، أن "الادخار بانتظام ولفترة طويلة يمكن من توفير تقاعد مريح"، داعية الشباب إلى الادخار في أقرب وقت ممكن للحصول على رؤية أكبر.
وأشارت رشيدة إلى أنه "كلما ادخر الإنسان في شبابه كلما كان أكثر راحة عند التقاعد"، مؤكدة كذلك على الاستثمار مبكرا في العقار حتى لا يتم تخصص جزء من المعاش في استئجار أو الاستمرار في دفع قرض السكن خلال فترة التقاعد.