المواطن

حديقة أنيما بمراكش..استغلال الأصول الطبيعية من أجل نمو السياحة

أضحت حديقة أنيما الايكولوجية ، التي تقع على بعد حوالي عشرين كيلومترا من مدينة مراكش ، في غضون بضع سنوات ، من المعالم السياحية الشهيرة للمدينة الحمراء ومكان لتلاقي المثقفين والفنانين من آفاق مختلفة.

وأصبحت هذه الحديقة النباتية ، التي تمتد لأكثر من 8 هكتارات ، مكانا متميزا لكل الفنانين والسياح من المغرب والخارج الساعين للتعرف على مناظر طبيعية جديدة واكتشاف سحر إحدى الحدائق العجيبة الأكثر جاذبية في مدينة مراكش.

وتعد هذه الحديثة بمثابة متحف طبيعي صممه وأنجزه الفنان النمساوي أندريه هيلر ، إذ تعتبر مقصدا جيدا للنضارة خلال الأيام المشمسة والاستمتاع بتجربة لا تنسى.

ولم يأت اختيار مراكش لإقامة هذه الحديقة ، التي تشد انتباه الزوار الذين يرتادونها للتأمل ، من قبيل الصدفة ، بل لأنها تحتضن منذ قرون مجالا أخضر يثير الإعجاب ويشهد على ارتباط المدينة بفن الحدائق الغناء.

ويجمع هذا المتحف الحي ، الذي فتح أبوابه أمام الزوار في سنة 2016، النباتات والأشجار التي تميز الغطاء النباتي الغني بالمغرب ، وأخرى جلبت من أنحاء العالم ، بالإضافة إلى أعمال إبداعية لفنانيين مرموقين.

كما تضم الحديقة مكتبة ومدرجا للأنشطة الثقافية المتعلقة بالبيئة ، وقاعات للعروض حول مجالات الثقافة والفن ، وسميت إحداها بهانز فارنر غيردتس ، وهو رسام من أصل ألماني عاش نحو 55 سنة في مدينة مراكش إلى أن توفي بها في سنة 2013.

وينتمي جزء من التحف الفنية الموجودة في الحديقة إلى مجموعة أندريه هيلر الخاصة ، وأعمال أخرى ذات قيمة فنية عالية.

وأراد هذا الشغوف بالحدائق والمتنزهات ، من خلال إحداث هذه الجوهرة المعمارية ، أن يبصم على ارتباط استثنائي بمراكش والمغرب الذي أحبه منذ أن زاره لأول مرة في سنة 1972.

ويصف أندريه هذا الشغف بالحدائق والمتنزهات بالقول "يمثل المغرب بالنسبة إلي، من الصحراء إلى البحر المتوسط ومن المحيط الأطلسي إلى الريف، أرض السعادة".

واقتنى هذا الفنان العالمي ، حينما بلغ عمر الستين ، 8 هكتارات من الأراضي جنوب مراكش ، ليبدأ رحلة بناء حديقة نباتية وبيئية ، ويخلد أعمالا يشكر من خلالها المغرب على ما قدمه له حين مقامه بالمدينة الحمراء.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى