مال وأعمال

نداء الصويرة.. 250 شخصية عالمية تطالب ببناء نموذج للاستهلاك والإنتاج

اختتمت، أمس الأحد بالصويرة، أعمال النسخة الثانية من "الحالات العامة للمقاولات المواطنة"، بصياغة نداء سيتم تقديمه أمام الأمم المتحدة في شتنبر المقبل.

ويتوخى هذا النداء، وهو نتاج تفكير مشترك لما يناهز 250 شخصية من حوالي أربعين بلدا حلوا بمدينة الصويرة خلال الفترة من 28 إلى 30 يونيو المنصرم، تسليط الضوء على أهمية الحوار والتعاون بين المقاولات والمجتمع المدني والمؤسسات العمومية، من أجل تجديد شراكتهم والأنشطة المنبثقة عنها.

وفي هذه الوثيقة، لاحظ المقاولون والمقاولات المواطنة الملتزمون بالرخاء، أن "أقلية من الأفكار ما تزال مستمرة في قيادة العالم. فكرة أن النمو الاقتصادي هي غاية في حد ذاتها. وهي أن يتوجب علينا فقط أن نتكيف مع تغير المناخ، وأنه مجرد ضريبة للتقدم. الفكرة هي أن الفوارق لها ما يبررها وهي حاملة للدينامية الاقتصادية.

وأضافوا أن هذه الأفكار هي "شبح لا يزال يطاردنا ويفرقنا ويفكك الإنسانية والطبيعة. نحن لا نزال متشبثين بها لأنها إرث من القرن العشرين، لكننا نعلم الآن أن حلول القرن العشرين هي مشاكل القرن الحادي والعشرين"، معتبرين أنه ينبغي عليها أن تكون حديثة، وأن تلج المستقبل من أجل إنقاذه.

وسجلوا أن "الأزمات الاجتماعية والبيئية وصلت إلى مدى يتعين معه إرساء ائتلافات جديدة. نحن نعيش في عالم شامل وأفقي حيث هناك مقاولات لها وزن أكبر من بعض الدول، وحيث تتواصل المنظمات غير الحكومية أكثر من التلفزيون، حيث يؤثر أشخاص بملايين الناس على العقليات"، مبرزين الحاجة إلى وسائل عمل لبدء حركة غير مسبوقة وتعبئة عامة في زمن السلام.

وأوضحوا أن المقاولات ينبغي أن تعيد ابتكار نفسها لأخذ حصتها بالكامل، قائلين إنه لذلك يتعين عدم تجاوز أي خطوة قبل التوصل إلى نتائج ملموسة.

وأضافوا أنه "ينبغي علينا أن نلتقي عند النوايا وإقناع وبناء أغلبية أخلاقية. تبدأ هذه الأغلبية بأقلية تسطع: قيادة مثالية، وثلث أول من الممارسات الجيدة"، معتبرين أن حالة مدرسة رائدة يمكن أن تكون كافية لترسيخ نموذج للاستهلاك والإنتاج والإدارة في عقولهم. 

وأكدوا، في هذا الصدد، أنه يجب على المقاولات الاقتناع بأن المجتمع أضحى أكثر نضجا من السوق، وأن هناك مواطن في كل مستهلك وكل أجير وكل منتج. "ينبغي علينا الاضطلاع بمسؤولية التربية والتحسيس، من أجل ولوج المستقبل دون خوف أو ندم".

وأوضحوا أنه في جميع القطاعات، يتعين على الشركات أن تجرؤ على الاستجابة للطلب على المعنى، مشيرين إلى أن "المجال الرقمي يمنح عدة فرص: للإقناع والتدريب، نحتاج إلى أيديولوجية أقل من المعطيات والمؤشرات. إن قياس تأثير التمويل وحالة الطبيعة وجاذبية المجال الترابي ونجاعة التنوع البشري والتكنولوجيات، يثبت بشكل علمي أنه من الممكن والضروري الحصول على تمويل تضامني وفلاحة من دون كيمياء، وانعكاسات للعمل الجماعي على المجتمع".

وأشاروا إلى أن "مواطنة المقاولات" تتطلب سلعا مشتركة جديدة لاستغلالها واحترامها معا، من خلال شراكات غير مسبوقة بين القطاعين العام والخاص، مع الأخذ في الاعتبار أن كل هذا يجب أن يجعلنا نتحول من أغلبية الأفكار إلى أغلبية الأنشطة.

وأشادت  أماندين لوبوتر، مؤسسة ورئيسة "ثينكرز أند دوورز"، في كلمة ختامية، بجودة التنظيم خلال هذه النسخة، وكذا بثراء وعمق النقاشات حول الرخاء، معربة عن سرورها واعتزازها برؤية هذه "الحالات العامة" في مصاف الاجتماعات السنوية التي ستحتضنها مدينة الصويرة.

وخلصت إلى أن "هذه الحالات العامة هي أكثر من مجرد فضاء للتفكير والتبادل والمناقشات، فهي أيضا فاعل رئيسي من أجل تحديد وتطوير مشاريع ملموسة لتنفيذها دون تأخير، وذلك من أجل مواطنة بدون عيوب وعالم أكثر إنسانية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى