أخبار الدار

تفاصيل اتفاقية بين الشركة العامة بالمغرب ومؤسسة “علي زاوا”

وقعت مؤسسة الشركة العامة والشركة العامة بالمغرب، يوم الجمعة الماضية بمراكش، اتفاقية شراكة مع مؤسسة "علي زاوا" بشأن افتتاح مركز ثقافي جديد يحمل اسم "النجوم" بالمدينة الحمراء.

ووقع هذه الاتفاقية، نبيل عيوش رئيس مؤسسة "علي زاوا" وفريديريك أوديا المدير العام لمجموعة الشركة العامة ورئيس مؤسسة الشركة العامة، وأحمد اليعقوبي رئيس مجلس إدارة الشركة العامة بالمغرب. 

وتنص هذه الاتفاقية على تقديم الدعم المالي من قبل مؤسستي الشركة العامة والشركة العامة بالمغرب لافتتاح مركز ثقافي جديد "النجوم" بقلب مدينة مراكش على بعد بضعة أمتار من الساحة التاريخية جامع الفناء. ويتعلق الأمر بالمركز الخامس الذي تفتتحه مؤسسة "علي زاوا". 

فبعد الهجمات الشنيعة التي وقعت شهر ماي 2003 ، وانطلاقا من المعطى الذي يفيد أن الإقصاء الاجتماعي إلى جانب صعوبات الإدماج المهني التي يواجهها الشباب المنحدر من أوساط معوزة أو الأحياء الهامشية بالمدن الكبرى، الذي يساهم في تعميق الفوارق الاجتماعية والإحساس بالضياع، عملت مؤسسة "علي زاوا" من أجل إعادة ربط الشباب بمحيطهم الاجتماعي وإدماجهم المهني. 

وتشكل المراكز السوسيو ثقافية للقرب فضاء يتيح للشباب إعادة ربط الصلة مع محيطهم وذلك من خلال منحهم سبلا ايجابية للتعبير والتعلم. 

وتقترح هذه المراكز ، أيضا، عرضا مدرسيا موازيا ميسرا، وبرمجة ثقافية متنوعة ومنفتحة على ثقافات العالم ، فضلا عن تكوينات في المهن الفنية والإبداعية. 

ومن شأن هذه الأنشطة الفعلية والملموسة والمكثفة إشاعة قيم التسامح واحترام الآخر وتشجيع روح المبادرة والمقاولة لدى الشباب، وتقوية مهاراتهم وقدراتهم لتسهيل اندماجهم المهني ودعم وإبراز المواهب المحلية. 

فبالنسبة لمؤسسة الشركة العامة، فإن هذا المشروع يندرج ضمن المبادئ التوجيهية لجهودها المبذولة من أجل الاندماج المهني والاندماج من خلال التعليم لاسيما عبر الممارسة الثقافية ويكرس إرادتها في تنزيل هذه الأنشطة بالمجالات الترابية.

أما بالنسبة للشركة العامة بالمغرب، التي تكمل الدعم المالي المقدم لمؤسسة "علي زاوا" ، فإن الأمر يتعلق أيضا بدليل آخر على التزامها التضامني وانخراطها في المشاريع الرامية إلى مواكبة وتحقيق استقلالية الشباب المنحدرين من مختلف الأوساط ومن كافة مناطق المملكة. 

وبالإضافة إلى الدعم المالي، ستقوم الشركة العامة بالمغرب بتنفيذ رعاية تتسم بالكفاءة ، داعية أطرها وموظفيها إلى التعبئة والانخراط في إطار تضامني في عمليات دعم تستهدف ، على الخصوص، التربية المالية أو القابلية للتشغيل. 

ومن خلال هذا النشاط ، فإن مجموعة الشركة العامة والشركة العامة بالمغرب تجددان التأكيد على دورهما كفاعلين اجتماعيين ملتزمين بالتحولات الايجابية للمجتمعات من خلال مبادرات تجسد ثقتهما في المستقبل. 

ونوه السيد أوديا ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالتوقيع على هذه الاتفاقية، مؤكدا أن مؤسسة الشركة العامة ومجموعة الشركة العامة ملتزمتان بمساعدة ودعم الأشخاص في مسارهم المهني ومن أجل الولوج للثقافة. 

وقال "لقد أعجبنا كثيرا بهذا المشروع لأن الثقافة تظل عنصرا أساسيا للاندماج المهني"، معربا عن قناعته بأن هذا المشروع سيحقق نجاحا كبيرا على غرار باقي المراكز بمدن أخرى بالمملكة. 

وأشار في هذا الصدد، إلى انخراط المجموعة ومؤسسة الشركة العامة لدعم هذه المبادرة النبيلة ، منوها بجهود وأنشطة مؤسسة "علي زاوا" لفائدة الشباب المغربي. كما عبر عن اعتزاز الشركة بتقديم دعم مالي مهم لفائدة المشروع حتى يشكل نموذجا ناجحا بامتياز .

من جهته، أبرز نبيل عيوش ، في تصريح مماثل، أن مؤسسة "علي زاوا" تتوفر على أربعة مراكز من هذا النوع، الأول تم افتتاحه بسيدي مومن بالدار البيضاء تلته مراكز أخرى بطنجة وأكادير (افتتحا شهر أبريل الماضي) والرابع بمدينة فاس وسيكون عمليا شهر شتنبر المقبل.

وأوضح أن هذا المركز الجديد بالمدينة الحمراء، والذي سيكون عمليا في ظرف ستة أشهر، ينضاف للمراكز الأخرى وسيتيح التوظيف الأمثل للوسائل والفرق داخل المؤسسة، مضيفا أن هذه الفضاءات تتيح للمواهب على مستوى التراب الوطني فرصة التعبير. 

وقال إن "المواهب موجودة بكل تأكيد غير أنها محصورة فقط ببعض المدن والأحياء. فكل مجال ترابي له خصوصياته ، ومن أهداف مؤسسة علي زاوا أن تكون في الإنصات لهؤلاء الشباب المغربي أينما وجدوا". 

وسجل أن هذه المراكز توجد بمدن جديدة وأخرى بأحياء هامشية بالمدينة القديمة كما هو الحال بمراكش، والتي "نسعى إلى أن نطور داخلها أنشطة مختلفة فنية (مسرح، صباغة، نحت، عرض ومناقشة أفلام ، رقص ، موسيقى ،صناعة تقليدية)". 

وأشار نبيل عيوش، أيضا ، إلى أن كل مركز يضم حوالي ألف طفل مسجلين كمستفيدين مباشرين، كما أن هناك أطفالا يستفيدون بشكل غير مباشر من هذه المراكز وذلك من خلال مختلف الأحداث والحفلات التي تحتضنها.

ولم يفته التعبير عن فرحته لرؤية هذا المشروع يتحقق على أرض الواقع، مشيدا بانخراط الشركة العامة كشريك "آمن بهذا المشروع".

وقال ، في هذا الصدد، إن الأمر يتعلق "بالتزام اتجاه الشباب المغربي والموهبة المغربية" حيث تؤكد الشركة من خلال هذه المبادرة على قربها من الشباب وإنصاتها لهمومهم وانشغالاتهم. 

وسجل أن الأمر لا يتعلق بمواكبة ولكن التزام على المدى الطويل، مضيفا في هذا السياق، أن "هذا النوع من الشراكة القوية الصلبة والمستدامة على المدى الطويل هو ما نحتاج إليه". 

من جانبه، أوضح اليعقوبي، أن هذه المبادرة تندرج في إطار الأنشطة التقليدية التي تقوم بها مجموعة الشركة العامة بالمغرب لفائدة النهوض بالثقافة من خلال القيام بالعديد من المبادرات، وخاصة مواكبة الكثير من الفنانين في مختلف المجالات الفنية. 

وأضاف أن هذا المشروع يكتسي أهمية خاصة بالنسبة للمجموعة لأن الأمر يتعلق ، على حد قوله، بمواكبة في المجالات الترابية بمراكش كما يعد مبادرة تعطي الأمل للشباب.

وخلص إلى التعبير عن الالتزام بمواكبة مؤسسة "علي زاوا" على المدى الطويل من أجل توفير بديل للشباب يبعث على التفاؤل ويقدم إجابة أخرى مهمة وذلك من خلال الثقافة والاندماج. 

وأحدثت مؤسسة "علي زاوا" سنة 2009 انطلاقا من الحاجة لربط ساكنة المناطق المجاورة للمجال الحضري بقلب المدن الكبرى. 

واقتناعا منها بأن الربط يمر عبر رابط ثقافي وفني، أنشأ نبيل عيوش وماحي بنبين هذه الجمعية بهدف العمل من أجل تطوير العمل الاجتماعي وإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي للشباب المغربي المنحدرين من أوساط مهمشة وتسهيل ولوجهم لجميع أشكال التعبير الفني. 

وفي هذا الصدد، قامت المؤسسة بتنظيم تكوينات في مجالات فنية وثقافية لفائدة الشباب وذلك بتعاون مع فنانين ومهنيين مغاربة وأجانب . 

وتهدف هذه المؤسسة أيضا، إلى تشجيع المواهب الشابة المغربية في مشاريعهم الابداعية من خلال التأطير البيداغوجي والفني.

وفضلا عن سعيها إلى إشعاع الابداع الفني المغربي عبر تراب المملكة وخارجها، تساهم المؤسسة أيضا في نشر الثقافة والإبداع الفني العالميين في المغرب وخاصة بالمناطق التي تفتقر إلى ذلك. كما تطمح مؤسسة "علي زاوا" من خلال هذه الأنشطة والشراكات ، إلى أن تكون منصة للقاء بين العاملين في الميدان الاجتماعي القادمين من مختلف الجمعيات التي تنشط في المجال الفني أو تهتم بالأطفال في وضعية شارع. 

وتعد الشركة العامة بالمغرب ، التي تعتبر بنكا عالميا أحدث سنة 1913 ، أول مجموعة مالية خاصة بالمغرب ، وتسير وفق المعايير العالمية التي يعتمدها المساهم الرئيسي الشركة العامة. 

كما تعد فاعلا منخرطا في مجال المسؤولية الاجتماعية للمقاولة ، حيث وضعت برامج نشيطة في هذا المجال وخاصة من خلال مؤسستها وشركائها الجمعويين. 

وتشكل مسؤولية المقاولة في جميع أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية والبيئية جزءا من أسلوبها في الممارسة اليومية لمهمتها البنكية. 

المصدر: الدار – وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى