أخبار الدارسلايدر

تنظيم كأس إفريقيا في الجيب.. ماذا جنى دراجي وإعلام العار؟

الدار/ تحليل

ماذا جنى إعلام العار في الجزائر من حملة الافتراء والأكاذيب التي استهدفت حدث احتضان المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025؟ انتهت كل الادعاءات الزائفة التي كانت تروّج احتمالية حرمان المغرب من تنظيم هذه المنافسة بسبب عدم جاهزية ملاعبه وبنيته التحتية، وربما تأجيل تنظيمها حتى العام 2026. لقد أعاد المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم كيد الكابرانات في نحورهم بعد أن أعلن اليوم رسميا عن تنظيم المسابقة المنتظرة ما بين 31 دجنبر 2025 و18 يناير 2026. على حفيظ دراجي وزمرة الناعقين من الإعلاميين الجزائريين ابتلاع غيظهم لأن المغرب قوة ضاربة حقيقية قادرة فعلا على فرض أجندتها واختياراتها ولا سيما في الساحة الكروية الإفريقية.

والوهم الذي كان يتاجر به إعلام العار لدغدغة مشاعر الفشلة من قادة النظام الجزائري حول إمكانية إقصاء المغرب من هذا التنظيم تبدّد ولم يعد له أي أفق. وعلى مسؤولي الإعلام الجزائري البحث عن شماعات جديدة لتعليق الفشل الذريع الذي حصده الاتحاد الجزائري لكرة القدم في كل محاولاته السابقة لاحتضان الكأس الإفريقية الثمينة. وليفتحوا اليوم ملعب نيلسون مانديلا على مصراعيه أمام رعاة الأغنام لأنه لن يحظى بشرف احتضان ولو مباراة واحدة من مباريات كأس الأمم الإفريقية حتى إشعار آخر. لأن بناء ملعب أو ملعبين لا يمكن أن يضعك في مصاف الدول التي تمتلك مؤهلات تنظيمية مقنعة. هناك معايير وشروط كثيرة لا يمكن للجزائر أن تلبيها أقلّها البنية الفندقية اللائقة وأهمها العقلية الإدارية الرصينة.

كأس إفريقيا بالنسبة إلى المغرب مجرد حدث من بين أحداث رياضية وفنية وترفيهية تحتضنها بلادنا كل شهر. المغرب ليس بلدا معزولاً لا يدخله الضيوف والسياح والأجانب إلا نادرا. هناك مهرجانات فنية دولية تحتضنها بلادنا تكاد ميزانيتها وإجراءاتها التنظيمية تفوق ما ينفق على كأس إفريقيا. على سبيل المثال لا الحصر يمكن أن يشكل مهرجان مراكش الدولي للسينما الذي يحتضن سنويا نجوم الفن السابع من كل أنحاء العالم تحديا حقيقيا لنظام مثل النظام الجزائري، لا يستطيع أبداً تنظيم حدث مماثل له أو حتى أقل منه. قسْ على ذلك العديد من المؤتمرات والمهرجانات والفعاليات العالمية التي اعتادت بلادنا احتضانها. والأهم من هذا وذاك أن بلادنا مقبلة على احتضان بطولة كأس العالم 2030. ما الذي تعنيه بطولة كأس إفريقيا للأمم بالنسبة لبلد حظي بثقة الفيفا ودول العالم للمشاركة في تنظيم أضخم بطولة كروية في التاريخ؟

قد يكون تنظيم كأس إفريقيا حلما بالنسبة لنظام معزول سياسيا وثقافيا ودبلوماسيا مثل نظام الكابرانات، لكنه بالنسبة لبلد منفتح بنى سمعة دولية مميزة مثل المغرب مجرد حدث روتيني من بين أحداث كثيرة. لا يكفي بناء ملعب دولي وتسميته باسم زعيم إفريقي لدغدغة مشاعر رئيس الكاف لكسب الرهان التنظيمي، يجب أن تتمتع أيضا بحكامة في مستوى الأحداث القارية والدولية، بعيدة عن المواقف الانفعالية التي تمجد موتسيبي اليوم وتسبّه غدا. هذا يعني الحاجة إلى قادة عقلاء ومتّزنين قادرين على إدارة هذه الرهانات وتدبيرها بما يكفي من الرزانة والهدوء بعيدا عن التجييش الإعلامي والتوظيف السياسوي المقيت.

على هذا النظام إذاً الاستعداد لمرحلة عزلة طويلة على الصعيد الإفريقي لأنه لن يحلم بتنظيم أيّ تظاهرة رياضية إذا ظلت هذه العقلية الصبيانية مسيطرة على تدبير القرارات الكبرى المتعلقة بالرياضة الجزائرية. والأحرى في الظروف الحالية أن يلتفت إلى حل الأزمات المعيشية البسيطة. من الغريب جدا أن ينشغل إعلام بلد بأكمله بمصير كأس إفريقيا للأمم ويتمنى أن يُسحب شرف تنظيمها من جاره، بينما يغرق مواطنوه في أزمات تنتمي إلى مرحلة الحرب الباردة. أزمات العطش والتموين وطوابير الحليب والدقيق. بل وطوابير الحصول على تذاكر المباريات. فهل كان نظام الكابرانات يرغب في تحويل البطولة الكروية القارية إلى كأس أمم إفريقيا للطوابير؟

زر الذهاب إلى الأعلى