المسرح الجامعي بالبيضاء يكرم مبدعين في مجال المسرح والاعلام
تميزت فعاليات الدورة 31 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء ،المتواصلة في عدد من الفضاءات الثقافية في العاصمة الاقتصادية للمملكة ، تكريم ثلة من الوجوه الفنية التي طبعت الساحة الثقافية الوطنية.
وياتي هذا التكريم ترسيخا لثقافة الاعتراف التي طبعت المهرجان في دوراته السابقة ،و تمتد طبيعيا في الدورة الحالية لتشمل وجوه مسرحية مغربية أكاديمية وفنية وإعلامية وهم الفنانة زهيرة صديق والمبدعين المثقفين والمربيين، رشيد فكاك، وبوسرحان الزيتوني، والإعلامي المتميز إدريس الإدريسي، وذلك اعترافا لهم جميعا بما أسدوه للبلد من خدمات في مجالات التأطير والإبداع والإشعاع.
فرشيد فكاك الأستاذ والممثل والمؤلف والمخرج، ساهم بتعريف الجمهور المغربي بأيقونات المسرح العالمي التي اقتبس وأخرج لها العديد من مسرحياته، كما اكتشفه الجمهور من خلال برامج تلفزيونية التي كان يقوم بإعدادها وتقديمها.
ويعد فكاك، السيناريست والمنشط تلفزيوني والفاعل جمعوي، أحد مهندسي المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء الذي أسس فلسفته على تقارب شبيبة العالم عبر الفن والإبداع، وعمل مديرا فنيا لعدة دورات، وعضوا في لجنة التحكيم، ومؤطرا لعدة ورشات تكوينية.
أما الإعلامي إدريس الإدريسي، المنشط الإذاعي لعدة برامج والمسؤول عن الإنتاج الدرامي التلفزي، كانت انطلاقته الأولى مع فرقة مسرحية عريقة من مكناس "رواد الخشبة"، وعضوا ومنشطا للنادي السينما بمكناس في الثمانينات.
وكان حضور وإسهام الإدريسي، الذي أصبح عضوا في لجن المركز السينمائي المغربي وفي لجن التحكيم وطنيا ودوليا، لافتين في الدورات الأولى للمهرجان إذ عمل على تقديم وتسجيل وبث برامج يومية عن فعاليات هذه التظاهرة، وساهم من خلاله بالتعريف بالمهرجان وطنيا ودوليا.
ومن بين الوجه المكرمة بمناسبة تنظيم المهرجان الذي سيتواصل حتى السابع من الشهر الجاري، المخرج والمؤلف المسرحي المخضرم بوسرحان الزيتوني، الذي عايش التجربة المغربية هواية واحترافا منذ أواسط السبعينات وما زال يواصل إنتاجه.
وأخرج الزيتوني العديد من المسرحيات وشارك في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية وحصل على العديد من الجوائز، ومن بين مسرحياته هناك "ليلة بيضاء"، و"خفة الرجل"، و"حديث ومغزل".
كما تم تكريم بنفس المناسبة الفنانة زهيرا صديق، التي بدأت مسارها الفني بالمسرح مع العديد من نجوم المسرح المغربي منهم محمد بلقاس وعبد الجبار الوزير ومصطفى تاهتاه، وعانقت صديق تجارب جديدة شكلت نقلة نوعية في مسارها الفني.
فصديق، التي يضم سجلها أزيد من 20 مسرحية، تقمصت أدوارا في العديد من الأعمال الدرامية التلفزية كان أبرزها سلسلة "حديدان"، وشاركت في العديد من الاعمال السينمائية والتلفيزيونية والمسرحية. كما تميز حفل افنتتاح المهرجان بتكريم رواد المسرح المغربي الذين وافتهم المنية خلال السنة الجارية وهم الفنان المبدع عزيز موهوب و الممثل الكبير المحجوب الراجي و المسرحي القدير عبد الله العمراني و الفنان المسرحي عبد اللطيف التحفي ، لما تميز به الراحلون من مسار فني استثنائي وتفانيهم اللامشروط وإبداعهم المتفرد، وإسهامات في إنتاجات إذاعية وتلفزية وسينمائية هامة وطنيا وعربيا ودوليا.
ويشارك في هذه التظاهرة، التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك – جامعة الحسن الثاني، مجموعة من الفرق الجامعية تمثل 13 بلدا منها فرنسا، ضيف شرف هذه الدورة، إلى جانب ألمانيا، وإيطاليا، وأوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والميكسيك، والصين، وكوريا الجنوبية، وكوت ديفوار، ومصر، وتونس فضلا عن المغرب البلد المنظم.
ويشتمل برنامج المهرجان، إلى جانب تقديم العروض المسرحية، تنظيم موائد مستديرة وورشات تكوينية في محور الدورة "المسرح والتغيير" يؤطرها أكاديميون من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والمغرب .