أخبار دولية

غارديان: ترامب يريد أن يكون دكتاتورا

علق المحرر في "غارديان" جوناثان فريدلاند على تصرفات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها مثيرة للسخط، مثل حبسه أطفال المهاجرين في أقفاص وإقامة عرض عسكري بمناسبة يوم الاستقلال وحلمه بالرئاسة للأبد، معتبرا أن العالم يخفق في رؤيته على حقيقته مكتفيا بالسخرية.

والأمر ببساطة، كما يقول الكاتب في مقاله بالصحيفة البريطانية، هو أن زعيم أقوى دولة في العالم يتصرف مثل دكتاتور مستبد يهدد الديمقراطية في بلاده وما عداها.

وأحدث مثال على كيف يمكن لهذه "الكوميديا" أن تشتت الانتباه عن ثنائه على الجيش الأميركي يوم الخميس الماضي بهزيمة البريطانيين في القرن الثامن عشر جزئيا لأنه "استولى على المطارات"، مما أثار السخرية من هذا الخطأ التاريخي، وتعالت الضحكات أثناء خطابه بهطول المطر على عرضه العسكري.

وأردف الكاتب أن هذه الضحكات ساعدت في إخفاء حقيقة أنه مع خروجه على كل السوابق المرعية، استغل ترامب يوم الاستقلال لتنظيم عرض عسكري استعرض فيه عتاده الحربي، وكان الجنرالات الذين يدركون الحاجة إلى الفصل بين السلطة العسكرية والسياسية قد عارضوا هذا الإسراف منذ زمن طويل، وحاول معظم رؤساء القيادات المشتركة البقاء بعيدا عن الأنظار لأنهم أدركوا أن مثل هذه الأبهة الفارغة هي أدوات المستبدين وليس الديمقراطيين.

ومثال آخر على ما يفعله الدكتاتوريون هو شيطنة مجموعة، وفي هذه الحالة هم المهاجرون، بأنهم تهديد خارجي وجيش من الغزاة بشكل مكثف ولزمن طويل بحيث يبدو أنهم يستحقون أي مصير في النهاية بغض النظر عن مدى وحشية أو لا إنسانية ذلك حتى عندما يصاب به أصغر أعضاء المجموعة وأضعفهم.

واستعرض الكاتب أمثلة أخرى لتصرفات ترامب تؤكد أنه يسير على نهج الدكتاتوريين كما في إشاراته في كثير من الأحيان إلى أنه لن يقبل نتيجة انتخابات يخسرها، وتهديده بسجن خصومه السياسيين، وموقفه المستبد من الحقيقة، وكذبه المستمر حتى في الأمور التافهة لإظهار القوة، وتأثيره الكبير على أنصاره حتى إنه يستطيع أن يجعلهم يصدقون حتى ما هو زائف على الأرجح.

وتساءل فريدلاند عن سبب عدم رؤيتنا لكل هذا على أنه سلوك دكتاتور محتمل، قائلا إن جزءا منه مشكلة تتعلق باللغة لأن الطاغية النموذجي المترسخ في الخيال الجمعي لا يتكلم الإنجليزية، وجزء منه أن ترامب لم يتمكن من فعل أسوأ ما لديه، فلم تُنقض أي انتخابات ولم يُسجن أي معارض ولم يعتقل أي صحفي لأن قيود النظام الأميركي كبحته حتى الآن.

وختم مقاله بأنه عندما يقود أميركا، أقوى لاعب في العالم الديمقراطي، دكتاتور محتمل فإنه يقوض المعايير الديمقراطية العالمية، وأنه يجب على المواطنين والحكومات في جميع أنحاء العالم أن يدركوا أن التصرف وكأن شيئا لم يتغير لن ينفع وأنه لا ينبغي معاملة ترامب كما لو كانت رئاسته طبيعية، وهي لا تمت إلى ذلك بصلة. ولكن يجب أولا أن نرى بوضوح ما يحدث وربما عندها نتوقف عن الضحك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرة − 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى