الجزائر وعقدة التفوق المغربي: كيف أصبحت الكراهية للمغرب جزءًا من سياسة النظام العسكري الجزائري؟
الدار/ تحليل
منذ استقلال الجزائر في عام 1962، دخلت البلاد في صراع دائم مع جارتها المغرب. ورغم أن النزاع بين البلدين يعود إلى مجموعة من العوامل السياسية والتاريخية، إلا أن الأمر تجاوز الاختلافات السياسية ليصبح مسألة شخصية، بل وعقدة تفوق تستحوذ على عقلية القيادة العسكرية الجزائرية.
كيف تحولت الكراهية للمغرب إلى عنصر مركزي في السياسة الجزائرية؟ وما الذي يجعل النظام الجزائري يتصرف كما لو أن نجاحاته مشروطة بفشل المغرب؟
الصراع بين الجزائر والمغرب له جذور تاريخية تعود إلى ما بعد استقلال البلدين. فالخلاف حول الحدود واستعادة الصحراء المغربية كانت من بين النقاط التي غذت هذا العداء. لكن مع مرور الزمن، تطور العداء ليأخذ أبعادًا أخرى، لا تتعلق فقط بالخلافات السياسية، بل أيضًا بعقدة التفوق.
يُعزى جزء كبير من الكراهية التي تُظهرها القيادة الجزائرية تجاه المغرب إلى ما يمكن تسميته بعقدة التفوق. فالمغرب، الذي نجح في تطوير اقتصاده وتنمية بنيته التحتية واستقطاب الاستثمارات الأجنبية، أصبح نموذجًا للنجاح في المنطقة.
وفي المقابل، تجد الجزائر نفسها تعاني من ركود اقتصادي واعتماد مفرط على عائدات النفط والغاز، مما يجعلها في موقف ضعيف.
المؤسسة العسكرية الجزائرية، التي تتحكم بشكل كبير في مفاصل السلطة، تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الكراهية تجاه المغرب. فهي تستخدم هذه الكراهية كوسيلة لصرف الانتباه عن المشاكل الداخلية التي تعاني منها البلاد، سواء كانت اقتصادية، اجتماعية، أو حتى سياسية.
بتركيز الرأي العام على “العدو الخارجي”، يتمكن النظام من تبرير فشله في تحقيق التنمية والازدهار لشعبه.
السياسة العدائية التي تنتهجها الجزائر تجاه المغرب لا تقتصر على التصريحات العدائية أو التحركات الدبلوماسية، بل تتجاوز ذلك لتؤثر على الاستقرار الإقليمي.
فإثارة النزاعات والتأجيج الإعلامي والسياسي يؤدي إلى تأزم الأوضاع ويضعف فرص التعاون بين دول المغرب العربي.
العقدة الجزائرية تجاه المغرب ليست مجرد مسألة سياسية، بل هي جزء من مشكلة أعمق تتعلق بالهوية الوطنية والتفوق الإقليمي. وفي حين أن هذا العداء يمكن أن يكون مفيدًا على المدى القصير في تعزيز تماسك النظام الداخلي في الجزائر، إلا أنه على المدى الطويل يشكل تهديدًا للاستقرار والتنمية في المنطقة بأكملها.