حكيم زياش.. لا تظلموا لاعبا ضحى من أجل القميص الوطني
الرباط/ صلاح الكومري
يرتكب كثيرون خطأ فادحا وهم يحملون حكيم زياش، اللاعب الدولي المغربي، مسؤولية إقصاء المنتخب الوطني، من الدور الثاني لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، متناسين، أو بالأحرى، غافلين تضحياته الكثيرة من أجل تلبية النداء الوطني.
حين كان حكيم زياش (26سنة)، نجما في فريق "هيرنيفين"، عرض عليه الاتحاد الهولندي اغراءات كثيرة من أجل قبول دعوته لحمل قميص منتخب "الطواحين"، لكنه رفض وأبى، رغم الضغوط النفسية الكثيرة التي فرضوها عليه، بقي صامدا أمامها، مؤمنا بقناعاته في تلبية النداء الوطني المغربي.
والدة حكيم زياش، لعبت دورا مؤثرا جدا في حمل فلذة كبدها للراية المغربية، استشارها، فأشارت عليه بتلبية نداء الوطن الأم، قالت له "من يسنى أصله لا مستقبل له، والمغرب أرضنا وأرض أجدادنا، فهيا يا بني لبي النداء".
حاول الإعلام الهولندي، بكل السبل، الضغط على زياش من أجل العدول عن قراره اللعب للمنتخب المغربي، كانوا متأكدين من أنه موهبة كبيرة ينتظرها مستقبل كبير، لكنهم فشلوا، فزياش كان متسلحا بترخيص من والدته في قبول دعوة المنتخب الوطني.
صحيح أن زياش لم يظهر بالمستوى ذاته الذي يظهر به مع فريقه الهولندي أياكس، ولم يكن في قمة عطائه، بالنظر إلى اختلاف ظروف الممارسة في هولندا عن إفريقيا، لكن هذا لا يعني أن نرمي عليه مسؤولية إقصاء "الأسود" من كأس إفريقيا، لأن المسؤولية أكبر من تقع على زياش لوحده، فهناك العديد من الظروف المتداخلة في بعضها، كانت السبب في تواضعنا أمام منتخب كنا بالأمس نفوز أمامه بالأربعة والخمس والستة.
حكيم زياش، البار بوالدته، يبقى لاعبا كبيرا، أحد أفضل صناع اللعب في أوروبا، وأحد أفضل اللاعبين في تاريخ الكرة المغربية، والأرقام التي حققها تتحدث عنه، ومازال بإمكانه تقديم الكثير للمنتخب المغربي، بل إن بعض العارفين، يروه قائدا للأسود في المرحلة المقبلة.