أخبار الدار

اتصال هاتفي بين الملك وبن زايد يؤكد أزلية علاقات الرباط وأبوظبي

الدار/ رشيد عفيف

بعد أقل من ثلاثة أسابيع على تجديد موقف الإمارات العربية المتحدة الداعم للوحدة الترابية أمام الهيئة الأممية أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا بالشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وجرى خلال الاتصال الهاتفي بحث العلاقات الأخوية بين البلدين وسبل تنميتها في المجالات كافة، وفقاً لما جاء على الصفحة الرسمية لولي عهد أبوظبي على "تويتر". وتطرق الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس والشيخ محمد بن زايد إلى تطورات الأحداث التي تشهدها المنطقة وعدد من القضايا التي تهم البلدين.

ويأتي هذا الاتصال تعزيزا لدينامية التشاور الدائمة بين الرباط وأبوظبي اللذان تجمعهما علاقات تاريخية تعتبر من بين أكثر  العلاقات الثنائية استقرارا وتطورا في المنطقة العربية. وتظهر ثوابت هذه العلاقات الإماراتية المغربية من خلال الدعم المتبادل بين البلدين لكل ما يؤيد وحدة أراضيهما ويحفظ استقرارهما. في يونيو الماضي أكدت الإمارات العربية المتحدة، أمام لجنة الـ24، وهي هيئة فرعية تابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، موقفها الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية. وقالت ممثلة دولة الإمارات، ميسون الدح، خلال اجتماع اللجنة بنيويورك، إن بلادها تؤكد مساندتها لمبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب للتوصل إلى حل توافقي لهذا النزاع، وتثمن جهود المملكة من أجل التوصل إلى حل سياسي نهائي، والتي اعتبرها مجلس الأمن في قراراته الصادرة منذ سنة 2007 وآخرها القرار 2468، بأنها تتسم بالجدية والمصداقية للمضي قدما صوب التسوية.

وفي أكتوبر من العام الماضي لم يتردد المغرب مجددا في الدفاع عن وحدة الأراضي الإماراتية مؤكدا على لسان سفيره وممثله الدائم لدى الأمم المتحدة عمر هلال، أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، دعمه الكامل للوحدة الوطنية والترابية لدولة الإمارات العربية المتحدة وللسيادة الكاملة لهذا البلد الشقيق على جزره الثلاث، طنب الصغرى، طنب الكبرى وأبو موسى، داعيا الى إنهاء احتلالهم ورفض فرض الأمر الواقع بالقوة. وقال هلال حينها في كلمة له "أود أن أؤكد مجددا على الموقف الحازم الذي عبر عنه المغرب، في القمة ال29 لجامعة الدول العربية في أبريل 2018، بخصوص الجزر الإماراتية الثلاث".

ويتقاسم المغرب والإمارات العربية المتحدة الكثير من المواقف الموحدة إزاء مختلف القضايا العربية والدولية. ودخلت الرباط وأبوظبي على مدى عقود علاقتهما الطويلة في الكثير من المشاريع والرهانات المشتركة، كان آخرها وأهمها انخراط المغرب ضمن تحالف عاصفة الحزم الذي قادته المملكة العربية السعودية والإمارات بهدف القضاء على النفوذ الإيراني في اليمن. ولم يتردد المغرب في المشاركة العسكرية والاستشارية. ويؤكد الاتصال الهاتفي الجديد للملك محمد السادس بالشيخ محمد بن زايد على  متانة العلاقات بين البلدين واستمرارية التنسيق وانتظامه في سياق يتميز بالكثير من الخلافات التي تخترق الصف العربي وأثرت على العلاقات الثنائية بين كثير من البلدان العربية. كما أن هذا الاتصال الهاتفي دليل إضافي على هشاشة كل الادعاءات التي روجت في الشهور الأخيرة لفكرة وجود خلافات بين الرباط وأبو ظبي.

ويفتح هذا التنسيق الدائم على مستوى المواقف والقضايا الثنائية والعربية الأفق واسعا أمام المزيد من التطور في العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين. فبعد أن حظي المغرب إلى جانب الأردن بشرف الانضمام إلى دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال دولة الإمارات العربية المتحدة تحتل المرتبة الأولى على صعيد الاستثمارات العربية بالمغرب، بفضل التدفق الكبير للاستثمارات في مجالات الطاقة والعمران والسياحة والاتصالات والخدمات. كما تمنح أبو ظبي الأولوية للرباط فيما يتعلق بالعديد من المساعدات والمنح والقروض.

ولم يقتصر التنسيق الدبلوماسي بين قيادتي البلدين على الاتصالات الهاتفية المنتظمة بل يعتبر تبادل الزيارات على أعلى المستويات واحدا من الجوانب التي تميز العلاقات الثنائية بين البلدين. ففي غشت الماضي دشن الملك محمد السادس زيارة عمل وصداقة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة استمرت لأيام وتوجت في شتنبر بلقاء مع ولي عهد أبوظبي، ومباحثات حول سبل تعزيز وتطوير العلاقات الأخوية المتميزة. وتعود آخر زيارة للشيخ محمد بن زايد للرباط إلى مارس 2015 عندما دشن زيارة رسمية تلبية لدعوة من الملك محمد السادس وتوجت بالتوقيع على 21 اتفاقية للتعاون الثنائي في مجالات متنوعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى