طرحت في اللقاءات التي نظمت على هامش فعاليات الدورة الثانية لمهرجان نواكشوط السينمائي الدولي ، التي اختتمت فعالياتها مساء أول أمس السبت ، وبشكل متكرر، فكرة إنجاز أعمال سينمائية مشتركة بين المغرب وموريتانيا.
وبهذا الخصوص أكد سينمائيون موريتانيون ومغاربة، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هناك أرضية خصبة لإنضاج مشاريع سينمائية مشتركة بين البلدين بالنظر لما يجمع بينهما ثقافيا واجتماعيا وتاريخيا وروحيا.
وفي هذا السياق أكد مدير مهرجان نواكشوط السينمائي، محمد المصطفى ولد البان، أنه تم خلال دورة 2024 لهذه التظاهرة السينمائية، التي حضرها مبدعون مغاربة، بحث السبل الكفيلة بإنتاج شريط وثائقي يقارب تيمة تحيل على المشترك الجامع بين الشعبين.
كما يتم، حاليا، وبالتنسيق مع إدارة المهرجان والمبدعين السينمائيين من البلدين، العمل على تنظيم قافلة سينمائية تنطلق من موريتانيا في اتجاه المغرب أو العكس، لتنثر الجمال في كل فضاء تعبره.
من جهته يرى المدير الفني للمهرجان، محمد إدومو، أن الإرادة ونواة إنتاج عمل سينمائي مشترك متوفرتان، موضحا أن الفضاء الموريتاني والمغربي زاخر بالقصص المشتركة التي يمكن أن تكون موضوع أفلام إبداعية أو وثائقية.
وبالفعل فقد تمت مناقشة هذه الفكرة في عدد من اللقاءات ومنها اللقاء الذي خصصته رئيسة جهة نواكشوط، فاطمة بنت عبد المالك، لضيوف المهرجان، حيث تم التركيز على أهمية تسليط الضوء، سينمائيا، على الروابط التاريخية والثقافية والحضارية التي تجمع بين الشعبين المغربي والموريتاني.
وفي هذا السياق، أكد المخرج المغربي الشاب، أحمد القادري، الذي شارك في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة بفيلم ” بندير لالة”، أن فكرة إنجاز عمل سينمائي مشترك نابعة من قدرة الفن السابع على استنطاق الواقع بلغة بصرية، وإمتاع المتلقي بحكايا عن واقع حقيقي مليئ بالشخوص والقصص التي يمكن أن تؤثث عملا إبداعيا ينضح بلمسات روحية دينية واجتماعية وتاريخية.
ويرى أحمد القادري أن هناك ضرورة لإطلاق العنان للكاميرا المبدعة لتسرد الحكايا الإنسانية، وتتفاعل بتلقائية، وتفتح نوافذ على الفضاءات، مدنا وقرى ، سهولا وجبالا وصحارى، وتنقل الواقع في كافة تفاصيله المتناثرة عبر لغة سينمائية تجمع بين الفرجة والتوثيق مبرزا أهمية التشبيك بين التظاهرات السينمائية للمساهمة في تنشيط الساحة الفنية والثقافية في البلدين وتطوير الصناعة السينمائية.
وفي هذا الإطار أكد ميلود بوعمامة، وهو من مؤسسي المهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة، أنه سيتم تكريم المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو في الدورة الـ13 من المهرجان التي ستنظم خلال الفترة من 5 إلى 9 نونبر المقبل.
كما أشار إلى أنه سيتم توقيع اتفاقية بين المهرجانين، المغاربي للفيلم بوجدة ونواكشوط السينمائي الدولي، على هامش الدورة، وذلك لدعم الإنتاجات السينمائية، وتشجيع الشباب على الفعل السينمائي.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب كان حاضرا أيضا في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة للدورة الثانية من مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي عبر فيلم “كأس المحبة” للمخرج نوفل بيراوي.