“تطبيق-هن” وسوار ذكي لإنقاذ النساء ضحايا العنف
طورت امرأة فرنسية من أصل سنغالي تدعى ديارياتا إنداي، تعمل مع شركة "مارلين شيابا"، تطبيقا مجانيا للهواتف الذكية يدعى "تطبيق-هن" (App-Elles)، ينبه الأقارب في حال تعرض المرأة للعنف، وذلك تتويجا لرحلة مؤلمة عانتها تلك المبتكرة.
وتقول إنداي (36 عاما) إنها وجدت الأبواب مغلقة عندما كانت تبحث قبل خمس سنوات عن دعم لتمويل ابتكارها، إذ لم يكن وقتها التطبيق المجاني للنساء ضحايا العنف موضع اهتمام كثير من الناس، ولم يكن أحد "يفكر في استخدام التكنولوجيا الرقمية لهذا النوع من المشكلات".
وبعد ذلك -تضيف الشابة السمراء- "لم أكن أمثل وجه رجل الأعمال النموذجي الذي تخرج من كلية إدارة الأعمال، ولكن حقيقة كوني امرأة سوداء ربما خدمتني بالفعل".
أما في الأشهر الأخيرة فقد تغير كل شيء بالنسبة لإنداي التي أصبحت تنوء بالجوائز والأوسمة، فتم اعتبارها مثالا يحتذى من قبل إدارة المساواة بين المرأة والرجل في "مارلين شيابا" التي توجتها بوسام فارس الاستحقاق الوطني ودعمتها بتمويل يبلغ مئة ألف يورو، كما أصبحت من المدعوات المفضلات لدى معالجة مسائل قتل النساء أو العنف الأسري.
وفي يناير الماضي، حصلت إنداي أثناء معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس على جائزة "التكنولوجيا من أجل عالم أفضل". وفي نهاية يونيو الماضي، تعهدت مؤسسة "فرنسا تلتزم" بمنحها هبة قدرها مئتي ألف يورو.
مبدأ العمل
يعمل التطبيق عند تشغيله على إرسال رسالة بالتزامن إلى ثلاث جهات اتصال محددة مسبقا، تجعل المستقبلين يسمعون الأصوات مباشرة من المكان، ويحصلون على موقع الضحية عبر نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية "جي.بي.أس".
وعلى من يصلهم الإنذار بالتالي أن يطلبوا النجدة "لأن الضحية في حالة العدوان من النادر أن تتمكن من طلب النجدة لنفسها"، ويتم الاحتفاظ بجميع البيانات تلقائيا، وهي مقبولة أمام المحكمة في حالة الإجراءات القانونية.
ويمكن للتطبيق أن يقترن بسوار بلوتوث يبلغ سعره نحو ثلاثين يورو، ولا يتجاوز عرضه سنتيمترا واحدا. ويسمح السوار بضغطة بسيطة لمدة أربع ثوان، بتشغيل التطبيق دون الحاجة إلى إخراج الهاتف.
ولم تأت فكرة هذا السوار صدفة، بل جاءت بعد تجربة العنف الطويلة التي رافقت إنداي التي تفهمت حاجة الشابات إلى وضع أداة تحت تصرفهن.
ولا تعطي ديارياتا إنداي تفاصيل كثيرة عن تجربتها، ولكنها تجد نفسها محظوظة لأن زوجها -الذي لا تتحدث عنه- يبقى بعيدا عنها ما لم تذهب إلى السنغال، فهي كما تقول قد هربت منه إلى فرنسا.
والآن قطعت إنداي شوطا طويلا منذ ذلك الحين، لأن سوارها المتصل موجود بالفعل في ثماني دول غربية، وهي لا تخفي طموحها في رؤيته منتشرا في جميع أنحاء العالم.