حين يصبح ترامب في نظر أقرب حلفائه مجرد “مختل عقلي”..!
الدار/ إيمان العلوي
لا يوجد تحالف استراتيجي مقدس مثلما هو الحال بين الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. سيقول كثيرون إن التحالف الأمريكي الإسرائيلي أقوى، لكن التحالف الأمريكي البريطاني أقدم وأعمق، كما أن أمريكا تقوم فقط بمهمة وكيل أعمال إسرائيل وليس حليفها.
لكن التحالف البريطاني الأمريكي يعاني أحيانا من هزات غريبة، وأغرب الهزات حدثت مؤخرا، حين وصف الرئيس الأمريكي ترامب السفير البريطاني في واشنطن بصفات لن يجرؤ لا الرئيس الإيراني ولا التركي ولا الكوري الشمالي غيرهم على التفوه بها.
ترامب رجل لا يلتوي لسانه في أي شيء، لذلك فإن الدور وصل هذه المرة إلى سفير بريطانيا، الذي وصفه ساكن البيت الأبيض بأنه مغفل وتافه ومعتوه، مع دزينة من الصفات الأخرى التي تصب كلها في دائرة التفاهة والعته والجنون.
القصة بدأت حين غرد "الغراب ترامب" قائلا بأنه نصح كثيرا تيريزا مايل، الوزيرة الأولى البريطانية المستقيلة بأفضل طريقة لمغادرة الاتحاد الأوربي، وأنها لم تستمع لنصائحه، لذلك ستغادر بريطانيا الاتحاد الأوربي بأسوأ طريقة ممكنة، وفق تعبير ترامب.
وتعليقا على هذه التغريدة، بعث السفير البريطاني في واشنطن، كيم داروخ، إلى حكومة بلاده رسالة سرية تشكك في القدرات العقلية للرئيس الأمريكي، فتسللت الرسالة خارج سياقها الدبلوماسي، فكان ما كان.
العبارات المستعملة بين ترامب والسفير البريطاني أقوى من أي توقع، وحتى بين الأعداء لا يتم استعمالها، وفي الصراع النووي بين أمريكا وإيران لم يتم استعمال هذه العبارات، وحتى الإيرانيون لم يصفوا يوما الإسرائيليين بعبارات مشابهة، لذلك فإن كل ما لدينا من مواد تحليلية لتفسير هذه الحالة الغريبة هي أن نقول إن الأحبة عندما يتخاصمون يصبحون أشرس من الأعداء، وويل لرجل ثارت عليه حبيبته، أو لامرأة غضب منها حبيبها، إنهم يستعملون كل العبارات التي لا توجد أصلا في لائحة الشتائم التقليدية، وضرباتهم تكون غالبا تحت الحزام، لكن في لحظة ما، تعود المياه إلى مجاريها وينمو الحب وتترعرع المشاعر ويصبح ما حدث مجرد تذكار حلو من الماضي.
هذا ما حدث بالضبط بين ترامب وسفير بريطانيا، والشيء الوحيد الذي يمكن أن نستفيده مما حدث هو أننا لسنا وحدنا من نعتقد أن ترامب رئيس مختل عقليا، بل حلفاؤه أيضا.. !