العثماني: جهة الداخلة – وادي الذهب هي بوابة المغرب نحو عمقه الإفريقي
قال رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، اليوم السبت بالداخلة، إن التطور الكبير الذي تشهده جهة الداخلة – وادي الذهب يدعم مكانتها المتميزة وموقعها الاستراتيجي كبوابة للمغرب نحو عمقه الإفريقي.
وأكد العثماني، في كلمة له خلال اللقاء التواصلي الجهوي لأعضاء الحكومة حول وضعية الأوراش الكبرى وتقدم إنجاز الاتفاقيات والبرامج التنموية بجهة الداخلة – وادي الذهب، أن هذا التطور الكبير مكن الجهة من أن تسجل إحدى أعلى نسب معدلات التنمية البشرية بين جهات المملكة، وأعلى نسبة في الناتج الداخلي الخام السنوي للفرد، والذي بلغ 40.000 درهم (المعدل الوطني 27.403 درهم).
وأضاف أن الجهة حظيت بالتفاتة مولوية سامية من حيث بلورة والشروع في تنفيذ مشروع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، الذي يعد خطوة تبوئ المنطقة مكانتها الريادية على مستوى المسار التنموي الوطني، وتجعلها قاطرة وقنطرة عبور تنموي إقليمي إلى إفريقيا.
وقال العثماني، الذي يرافقه في هذه الزيارة الجهوية (الثامنة من نوعها) وفد حكومي هام يشمل عددا من القطاعات، إن الكلفة الاجمالية للعقد – البرنامج لتنمية جهة الداخلة – وادي الذهب تصل إلى أكثر من 22 مليار درهم (الكلفة المحينة) لإنجاز 149 مشروعا.
وأشار إلى أن المشاريع النوعية المتضمنة في هذا البرنامج تشمل، على الخصوص، ربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للتيار الكهربائي بتكلفة 2372 مليون درهم، وتثمين 6 مناطق للصيد البحري (1443,72 مليون درهم)، ومشروع تحلية مياه البحر من أجل سقي 5000 هكتار بالجهة (1305 مليون درهم)، وبناء ميناء الصيد الجديد بالمهيريز (242 مليون درهم).
كما تهم هذه المشاريع توسيع الطريق الرابطة بين الداخلة وبوجدور بتكلفة 187,8 مليون درهم، وربط مركز بير كندوز بالتيار الكهربائي (74,7 مليون درهم)، وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز بمدينة الداخلة (40 مليون درهم)، وبناء المعهد العالي لمهن التمريض (44 مليون درهم).
وبخصوص برنامج استثمار القطاعات الحكومية خلال سنة 2019، أكد رئيس الحكومة على أهمية أجرأة ودعم أوراش تنموية ذات أولوية بالجهة، والسهر على احترام أجندتها بما يسهم في إشعاع جهوي مجالي وإقليمي، بامتدادات تعاون جنوب-جنوب، وهو ما يفتح آفاق رحبة لهذه الجهة والجهات المجاورة.
وأضاف أن هذه الأوراش تهم تعزيز بنيات الربط، خاصة الربط الجوي للجهة بمختلف جهات المملكة وكذا على المستوى الدولي، وبوتيرة رحلات تساهم في فك العزلة واستثمار أفضل لمؤهلات الجهة، وتنزيل مقاربة إصلاح التكوين المهني كما تم تقديمها بين يدي صاحب الجلالة، وجعل الجهة نموذجا لهذا الإصلاح بما يساهم في تكوين مهني جيد يساير أنشطة وحاجيات الجهة، مع العمل على إحداث مركز الكفاءات والمهن لاستيعاب شباب الجهة وتطوير خبراتهم وكفاءاتهم المهنية للاستفادة من مؤهلات الجهة وخدماتها على حد سواء ويمكنهم من تحقيق اندماجهم المهني والاجتماعي.
وفي معرض إشارته إلى أن الجهة تشكل بوابة تجاه المجالات الإقليمية للدول المغاربية وصلة وصل بين المملكة وروافدها الإفريقية، شدد السيد العثماني على ضرورة التسريع بإنجاز الميناء الأطلسي للداخلة، مضيفا أنه يجب كذلك التفكير في إحداث بنية جامعية وبنية استقبال استشفائية من المستوى الدولي، مما يمكن من تطوير الجاذبية المجالية للجهة.
وسجل أن برنامج التأهيل الحضري المخصص لجهة الداخلة – وادي الذهب، الذي تقدر كلفته الإجمالية ب 618,35 مليون درهم، يهم تزويد بئر كندوز بالإنارة العمومية (79.35 مليون درهم)، كما يشمل برنامج تأهيل مدينة الداخلة والمراكز التابعة لإقليم وادي الذهب للفترة 2015-2019 (539 مليون درهم)، الذي يتضمن 24 مشروعا تهم الطرق وتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز والمرافق الاقتصادية والاجتماعية.
وتابع رئيس الحكومة أن عدد المشاريع المبرمجة في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالمناطق القروية بجهة الداخلة – وادي الذهب، بلغ 9 مشاريع بمبلغ إجمالي قدره 38,42 مليون درهم.
وأضاف أنه، بمناسبة إعداد وتنزيل المخطط التنموي الجهوي، يجب التنويه بالانخراط التام لمختلف المكونات المجالية للجهة في الإصلاحات الهيكلية الكبرى، ومنها الجهوية المتقدمة، خاصة وأن الجهة كانت سباقة في اعتماد هذا المخطط، مؤكدا على الحرص الكامل للتعاون مع الجهة والجماعات من أجل تيسير إنجاز مكونات المخطط في إطار تعاقدي معقلن وناجع.
وأشار إلى أن الحكومات المتعاقبة حرصت على تنزيل الرؤية الملكية والمشاريع المقررة في التزامات الحكومات، مبرزا في هذا الإطار أن الأقاليم الجنوبية عرفت إنجاز ما يفوق 200 مشروعا في إطار هذه الالتزامات.
وأضاف أن حجم الاستثمارات المبرمجة بلغ خلال سنة 2019 ما مجموعه 780 مليون درهم من طرف القطاعات الحكومية، داعيا بهذه المناسبة كل أعضاء الحكومة إلى تسريع وتيرة إنجاز البرامج والمشاريع المبرمجة، مع العمل على تدارس تشاركي لسبل رفع كل ما يعيق إنجاز مشاريع معينة.