القفطان الفاشل والدبلوماسية المنسوخة.. الجزائر وفن الانتحال: دولة عالقة في دائرة التقليد غير المتقن

الدار/ تحليل
تعتبر الجزائر من بين الدول التي تحاول بشكل مستمر تعزيز مكانتها على الساحة الدولية، لكن الأسلوب الذي تتبعه في تحقيق ذلك قد يكون موضع تساؤل في كثير من الأحيان.
فمنذ زيارة الرئيس الجنوب إفريقي الأخيرة إلى الجزائر، أصبح واضحًا أن البلاد تحاول تقليد بعض ممارسات الدبلوماسية المغربية، التي كانت قد أثبتت نجاحها في السنوات الأخيرة.
منذ اللحظة الأولى لوصول الرئيس الجنوب إفريقي إلى الجزائر، أصبح من السهل ملاحظة المسرحية المعدة بعناية: كاميرات ضخمة، عبارات مدروسة من الثناء على الجزائر، وأعداد كبيرة من الهاشتاغات التي تدعو لدعم الموقف الجزائري على منصات التواصل الاجتماعي.
كل هذا يعكس محاولة لتكرار المشهد الذي لطالما نجح فيه المغرب خلال زياراته الدبلوماسية الاستراتيجية.
لكن، ورغم الجهود المبذولة، إلا أن هذه المحاكاة بدت بشكل كبير كنسخة باهتة، ما يعكس حالة من الارتباك والعجز عن صياغة دبلوماسية فاعلة ومتجددة.
في حين أن الدبلوماسية المغربية تتمتع بقدرة على التأثير والتفاعل الفعّال على مختلف الأصعدة، فإن الجزائر، على العكس، تكاد تكون عالقة في دائرة التقليد غير المتقن، دون إضافة أي بصمة حقيقية أو ابتكار في أسلوبها الدبلوماسي.
تتمثل المشكلة الجوهرية في أن الجزائر لا تستطيع الخروج من إطار الانفعال أو الاستجابة السلبية للأحداث الدولية. بينما يسعى المغرب دومًا إلى خلق سياقات جديدة تتيح لها أن تكون فاعلاً مؤثرًا في قضايا إقليمية ودولية، تجد الجزائر نفسها مضطرة للجوء إلى محاكاة هذه الاستراتيجيات بدلاً من وضع خططها الخاصة. والنتيجة هي فقدان الثقة والفعالية في أدوات الدبلوماسية.
فهل سيتوقف هذا التقليد الفاشل، أم ستستمر الجزائر في تقليد الآخرين دون أن تخلق لها هوية دبلوماسية مستقلة وغير مشوهة وبليدة؟