18 ديسمبر.. يوم عصيب للغاية لخصوم الوحدة الترابية للمغرب.. مكاسب دبلوماسية جديدة للمملكة
الدار/ خاص
كان اليوم 18 ديسمبر 2024 عصيبا للغاية لخصوم الوحدة الترابية للمملكة، فقد شهد تحولات دبلوماسية بارزة عززت موقع المغرب في الساحة الدولية بشأن قضية الصحراء المغربية. فقد أعلنت كل من تشيلي ومالطا عن مواقف واضحة وصريحة تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تقدم بها المغرب عام 2007، كحل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
هذه المواقف جاءت لتؤكد مرة أخرى على الدينامية الدولية المتنامية التي يقودها المغرب تحت قيادة الملك محمد السادس، في تعزيز سيادته على أقاليمه الجنوبية.
في قرار يبرز عمق العلاقات المغربية-التشيلية، أعلن وزير الخارجية التشيلي، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المغرب، عن دعم بلاده للمبادرة المغربية للحكم الذاتي كإطار سياسي متكامل وواقعي لتسوية النزاع حول الصحراء. وخلال لقائه مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، أكد وزير الخارجية التشيلي على “التأييد الثابت لبلاده لجهود الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من جميع الأطراف”.
كما شدّد الوزير التشيلي على أن بلاده ترى في المبادرة المغربية لعام 2007 خيارًا عمليًا، ينسجم مع أهداف المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. هذه التصريحات تأتي لتوطّد العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعكس رؤية تشيلي الثابتة لدعم الحلول السلمية التي تضمن سيادة الدول ووحدة أراضيها.
على الجانب الأوروبي، أصدرت مالطا بيانًا مشتركًا مع المغرب عقب اجتماع عبر تقنية الاتصال المرئي بين وزير خارجيتها السيد إيان بورغ ونظيره المغربي ناصر بوريطة. وأكد البيان المشترك أن مالطا تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية “أساسًا قويًا وفعالًا” للتوصل إلى حل دائم للنزاع.
كما أبرزت مالطا، التي تحتفل بمرور خمسين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، التزامها بتعزيز التعاون الثنائي، ودعم الجهود الأممية لتحقيق تسوية سياسية قائمة على الواقعية والتوافق. ومن خلال هذا الموقف، تنضم مالطا إلى أكثر من 20 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي أعلنت دعمها للمبادرة المغربية، مما يعكس اتساع قاعدة التأييد داخل القارة الأوروبية.
تعكس هذه المواقف الجديدة الزخم الدولي الذي تكتسبه المبادرة المغربية للحكم الذاتي، والتي أصبحت تلقى دعمًا واسعًا من مختلف مناطق العالم. فمنذ إطلاقها في عام 2007، استطاعت المبادرة أن تحظى بتأييد أكثر من 115 دولة، تشمل دولًا من إفريقيا، أوروبا، الأمريكيتين، وآسيا.
ويرى المراقبون أن هذا الدعم المتزايد هو نتيجة للدبلوماسية النشطة التي يقودها المغرب، والتي ترتكز على مقاربة واقعية وشاملة تستجيب لتطلعات المجتمع الدولي في حل النزاعات الإقليمية. كما يعكس هذا الزخم الاعتراف بجدية المغرب والتزامه بتقديم حلول عملية وقابلة للتطبيق، تساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.
يشكل إعلان تشيلي ومالطا عن دعمهما الصريح للمبادرة المغربية صفعة قوية لخصوم الوحدة الترابية للمملكة، الذين يواصلون محاولاتهم للتشويش على الجهود المغربية. وفي الوقت الذي تتزايد فيه مواقف الدعم الدولي للمغرب، تجد الأطراف المعارضة نفسها معزولة على الصعيد الدولي، في ظل اتساع دائرة الاعتراف بالموقف المغربي كحل وحيد وواقعي لهذا النزاع المفتعل.
إن التحولات الدبلوماسية التي شهدها يوم 18 ديسمبر 2024 تعزز مرة أخرى مكانة المغرب كفاعل دولي وازن، وقادر على حشد دعم واسع لقضاياه الوطنية. ومع تزايد الاعتراف الدولي بمبادرة الحكم الذاتي كخيار واقعي وعادل، يواصل المغرب تعزيز موقعه الإقليمي والدولي كركيزة للاستقرار والتنمية.