صحة

عادات الأكل الغريبة لدى الطفل قد تشير لإصابته بالتوحد

أفادت دراسة أميركية حديثة بأن سلوكيات الأطفال غير المعتادة في الأكل قد تكون مؤشرا جديدا على خطر إصابتهم بمرض التوحد.

وأجرى الدراسة باحثون في مستشفى ولاية بنسلفانيا الأميركية، ونشرت بمجلة أبحاث في اضطرابات طيف التوحد (Research in Autism Spectrum Disorders) العلمية.

وأوضح الباحثون أن سلوكيات الأكل غير المعتادة تشمل تفضيل خيارات محدودة للغاية من الأغذية، وفرط الحساسية لقوام الطعام أو درجة حرارته، وتناول الطعام دون مضغه جيدا.

وللوصول إلى نتائج الدراسة، قام الباحثون بتقييم سلوكيات الأكل لأكثر من ألفي طفل، عبر استطلاع رأي أمهاتهم.

وقاموا بالتحقق من تواتر سلوكيات الأكل غير المعتادة بين الأطفال الأصحاء وغيرهم من المصابين بالتوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

ووجد الباحثون أن سلوكيات الأكل غير المعتادة كانت موجودة لدى 70% من الأطفال المصابين بالتوحد.

وقالت قائدة فريق البحث الدكتورة سوزان مايز، إن السلوكيات غير المعتادة في الطعام موجودة لدى العديد من الأطفال الذين يبلغون من العمر عاما واحدا، وهم مصابون بالتوحد الذي لم يتم اكتشافه بعد، ويمكن أن تعطي الأطباء والآباء مؤشرا على ضرورة إجراء فحص للأطفال للتأكد من مدى إصابتهم بالتوحد.

وشددت مايز على أهمية تشخيص مرض التوحد في وقت مبكر، وسرعة بدء تلقى العلاج السلوكي.

وأشارت إلى أن العديد من الأطفال المصابين بالتوحد يأكلون فقط أغذية محدودة تتكون من منتجات الحبوب، مثل المعكرونة والخبز وشرائح الدجاج، نظرا لأنهم يعانون من فرط الحساسية ويكرهون التغيير، ولا يرغبون في تجربة أطعمة جديدة، وغالبا يتناولون الأطعمة التي تحمل علامة أو لونا أو شكلا معينا فقط.

واضطرابات طيف التوحد هي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات المعقدة في نمو الدماغ، ويتناول هذا المصطلح الشامل حالات من قبيل مرض التوحد واضطرابات التفكك في مرحلة الطفولة ومتلازمة أسبرغر، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وتضيف المنظمة أن هذه الاضطرابات تتسم بمواجهة الفرد لصعوبات في التفاعل مع المجتمع والتواصل معه، ومحدودية وتكرار الاهتمامات والأنشطة التي لديه.

وتقول منظمة الصحة إن التقديرات تشير إلى انتشار اضطرابات طيف التوحد بمتوسط قدره 62 طفلا لكل عشرة آلاف طفل في العالم، أي بواقع طفل واحد من بين كل 160 طفلا، وتمثل تلك التقديرات عدد الحالات في المتوسط، وتلفت إلى أن بعض الدراسات الحديثة تفيد بمعدلات انتشار أعلى بكثير من ذلك.

وتشرح منظمة الصحة أن الدلائل العلمية تشير إلى أن عوامل عديدة وراثية وبيئية على حد سواء تسهم في ظهور اضطرابات طيف التوحد عبر التأثير في نمو الدماغ بوقت مبكر.

وتقول إنه من الصعب تحديد اضطرابات طيف التوحد لدى الطفل قبل بلوغه سن 12 شهرا، ولكن يمكن تشخيصها في العادة عند بلوغه سن عامين.

ومن السمات المميزة لظهور التوحد لدى الطفل، التأخر أو التراجع المؤقت في تطوير المهارات اللغوية والاجتماعية وتكرار القوالب النمطية في سلوكياته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

11 + سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى