أخبار الدارسلايدر

الصويرة.. كلمة رئيس الحكومة في حفل التوقيع على اتفاقية تطوير محطة “موكادور”

 

بسم الله الرحمان الرحيم

السيد مستشار صاحب الجلالة؛
السيدات والسادة الوزراء؛
السيد والي جهة مراكش آسفي؛
السيد عامل صاحب الجلالة على إقليم الصويرة؛
السيد رئيس مجلس جهة مراكش – آسفي؛
أيها الحضور الكريم؛

مسرور بالحضور معكم، حفل التوقيع على اتفاقية تطوير محطة موݣادور (MOGADOR).. هذا المشروع المتميز، الذي يمثل لبنة في المسار المتواصل للبناء والتشييد، وتعزيز البنيات التحتية للمدن وعصرنتها، كما يريدها صاحب الجلالة، أعزه الله.

وهو المشروع الذي سيساهم بلا شك في ترسيخ مكانة المغرب كوجهة سياحية رائدة، بالنظر لما يمكن أن يخلقه من دينامية اقتصادية واجتماعية في القطاع السياحي، في مدينة الصويرة.

هذه المدينة العريقة، التي كانت على الدوام ملتقى الثقافات والحضارات.

مدينة الصويرة جوهرة الواجهة الأطلسية للمملكة، هاته الواجهة التي دعا جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ 48 للمسيرة الخضراء، إلى أن تصبح فضاء للتواصل الإنساني، والتكامل الاقتصادي، والإشعاع القاري والدولي.
مدينة الصويرة التي تعتبر تاريخيا أول منطقة للتجارة الحرة بالمملكة الشريفة، وشكلت منذ القرن الــ 19 حلقة وصل بين التجارة عبر قوافل الصحراء والطرق التجارية البحرية الدولية.

واليوم، يشكل لقاؤنا هذا مناسبة، السيد مستشار جلالة الملك، لأهنئكم على مجهوداتكم وعلى الأدوار التي تقومون بها، إلى جانب السلطات المحلية للسهر على السير العام للمشاريع التنموية، وصون الطابع الفريد لمدينة الصويرة، الذي يجمع بين التقاليد العريقة والحداثة.

حضرات السيدات والسادة،

لقد أظهر قطاع السياحة خلال السنوات الأخيرة قدرة كبيرة على الصمود، ليؤكد مكانته كإحدى الركائز الأساسية لتحقيق التنمية على مستوى المدن والجهات، ومصدر إشعاع يعكس تطلعات المملكة نحو مستقبل أكثر ازدهارا.

فبفضل تنفيذ خارطة الطريق السياحية 2023-2026، وقبل ذلك المخطط الاستعجالي، تأكد أن هذا القطاع يتوفر على مؤهلات كبيرة مكنته من استعادة تعافيه في وقت وجيز.

ففي عام 2023، ساهم قطاع السياحة في إحداث 25 ألف منصب شغل، مسجلا ارتفاعا ملحوظا بنسبة 25٪، مقارنة مع الهدف المحدد في خارطة الطريق.

ويضاف هذا الإنجاز الاستثنائي، إلى رقم قياسي يتمثل في استقبال بلادنا هذه السنة حوالي 16 مليون سائح مع نهاية شهر نونبر الماضي، وهو ما يفوق ما حققه القطاع في سنة 2023 بأكملها.

وبفضل وظيفته الأفقية، يخلق القطاع السياحي فرص شغل مباشرة وغير مباشرة في قطاعات متعددة كالنقل والصناعة التقليدية، والتجارة وغيرها.. ما يبرز دوره المحوري في تقليص معدلات البطالة، خصوصا لدى الشباب وفي العالم القروي.

ولذلك نولي في الحكومة اهتماما كبيرا لتشجيع الاستثمارات ذات الصلة بالقطاع السياحي، وغيرها من القطاعات الأخرى التي تساهم في سلاسل القيمة وخلق فرص الشغل. حيث أتحنا للمستثمرين مجموعة من الأدوات والآليات لتحفيز مشاريعهم، خاصة من خلال: ميثاق الاستثمار الجديد، وصندوق محمد السادس للاستثمار، اللذين تم إحداثهما لتنشيط الاقتصاد المغربي عبر جذب رؤوس الأموال الخاصة ودعم القطاعات الاستراتيجية.

حضرات السيدات والسادة؛

إننا نعول كثيرا على هاته المحطة السياحية للمساهمة في تحقيق أهداف خارطة الطريق الاستراتيجية لقطاع السياحة. وتأتي هذه الاتفاقية اليوم، لتضخ دينامية جديدة في هذا المشروع ذي الإمكانات الهائلة، الذي نأمل أن يشكل دعامة حقيقية للتنمية، محليا ووطنيا.

غايتنا أن تواكب هذه المحطة السياحية التحولات وتستجيب لتحديات المرحلة، خاصة وأن بلادنا تحت القيادة الملكية الرشيدة، تستعد لاستقبال أحداث عالمية، على رأسها مونديال 2030، مع ما يفرضه الأمر من ضرورة التوفر على بنيات استقبال في مستوى عال.

ولا شك أن الشراكة الوثيقة والموثوقة، بين مختلف المتدخلين، هي التي تترجم عمليا إلى تنمية اقتصادية مستدامة.

وهنا لا يفوتني أن أشكر إتحاد المستثمرين الحاضرين معنا، على الاهتمام الذي أبديتموه من جهتكم للانخراط في تطوير هذه المحطة السياحية، وهو ما يشكل شهادة على ثقة المستثمرين في بلادنا. ومن هذا المنطلق، نؤكد لكم أن الدولة المغربية لن تدخر أي جهد في دعمكم ومواكبتكم لإنجاح مشاريعكم.

وكلي يقين أن محطة الصويرة موكادور في حلتها الجديدة، سترتقي في المستقبل القريب إلى مستوى طموحات صاحب الجلالة، نصره الله.

​​والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

زر الذهاب إلى الأعلى