الفيديرالية الوطنية للشبيبة التجمعية تدعو الحكومة لمواصلة الإنجازات وتصفية تركة عشر سنوات من الإخفاقات
الدار /
عقدت الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية اجتماعها العادي بالمقر المركزي للحزب بالرباط نهاية هذا الأسبوع، حيث خصص هذا اللقاء لمناقشة الوضعية التنظيمية للشبيبة ومستجدات الشأن السياسي الوطني، في استشعار تام لحجم الرهانات الكبرى التي يعقدها حزبنا على المنظمات الموازية للحزب، وعلى رأسها منظمة الشبيبة التجمعية، من أجل المساهمة في تعزيز وتطوير دينامية وإشعاع الحزب خلال المرحلة المقبلة. حيث أكد أعضاء الفيديرالية على ضرورة تطوير آليات الاشتغال بشكل متجدد ومبدع انسجاما مع الدعوة التي أطلقها الأخ رئيس الحزب عزيز أخنوش خلال المجلس الوطني للحزب للتجند والتعبئة ليكون الحزب بعد المجلس الوطني مغايرا في دينامياته لما قبله.
وفي هذا السياق، ناقشت الفيدرالية الوطنية التوجهات العامة لمنهجية العمل للمرحلة المقبلة، تمهيدًا للمصادقة على استراتيجية الاشتغال خلال اجتماعها القادم، داعية جميع هياكلها الجهوية والإقليمية والمحلية للانخراط في هذه الدينامية الجديدة، ومواكبة العمل الكبير والنوعي الذي يقوده الأخ الرئيس على مستوى الحزب والحكومة، برؤية تنموية طموحة وواعدة في أفق 2030، باعتبارها فرصة تاريخية للتسريع بتحقيق تحول نوعي في نموذجنا الاقتصادي والاجتماعي، الذي أرست الحكومة معالمه الأساسية على كافة الأصعدة منذ تعيينها وتنصيبها سنة 2021، حيث أطلقت مجموعة من الاستراتيجيات والبرامج التنموية الطموحة التي تسعى من خلالها لتعزيز ركائز الدولة الاجتماعية وتحقيق الإقلاع الاقتصادي وتأهيل بلادنا لتكون في مستوى جميع الرهانات والتظاهرات المستقبلية، وعلى رأسها الحدث الدولي الهام لاحتضان كأس العالم 2030، وقبله كأس إفريقيا 2025 .
الإشادة بنجاح الحكومة في قطع أشواط متقدمة في إطار الاستعداد للمونديال:
في هذا السياق، تشيد الشبيبة التجمعية بالجهود الحكومية المبذولة، تفعيلاً للتوجيهات الملكية السامية، استعداداً للمونديال. حيث نجحت الحكومة بامتياز في قطع أشواط متقدمة من خلال إطلاق مجموعة من الأوراش الكبرى التي تشمل تطوير البنية التحتية للنقل والطرق والسكك الحديدية، وتأهيل الفنادق السياحية، بالإضافة إلى تشييد وتطوير الملاعب الرياضية، برؤية تنموية متكاملة في إطار مسار تنموي تراكمي يتجاوز الزمن الحكومي الحالي.
وإذ تنوه الفيديرالية الوطنية بالجهود الحكومية الكبرى لتحقيق هذه الطموحات في أفق 2030 فإنها تشيد عاليا بالمنجزات التي تم تحقيقها إلى حد الآن، بطموح مشروع لمواصلة تفعيل مسار التنمية في أفق 2030 بنفس المنهجية التي أثبتت فعاليتها ونجاعتها بما يضمن استمرارية تنزيل الأوراش التنموية المفتوحة كما تم رسمها وتحديد معالمها لتحقيق التنمية المنشودة.
وفي هذا السياق تعرب الفيديرالية الوطنية عن اعتزازها بالنجاحات الكبرى التي تم تحقيقها على مستوى تنزيل خارطة الطريق السياحية، حيث حققت الحكومة إنجازا غير مسبوق في تاريخ بلادنا من خلال استقبال 17.4 مليون سائح قبل موعده المحدد بسنتين لتتبوأ بذلك بلادنا الريادة كأول وجهة سياحية في إفريقيا.
رؤية حكومية متكاملة لتمكين الشباب وأجيال الغد:
من جهة أخرى، تثمن الشبيبة التجمعية كل البرامج الحكومية النوعية والطموحة التي تستهدف الشباب المغربي وأجيال الغد على غرار برامج “فرصة” و “أوراش” و”أنا مقاول”، كما تشيد بمواصلة الحكومة الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بهذه الفئة في البرنامج الحكومي، حيث أطلقت “جواز الشباب”، كآلية مبتكرة لتيسير ولوج الشباب إلى الخدمات الثقافية والرياضية والتعليمية والسياحية بأسعار تفضيلية في تجسيد عملي لرؤية الحكومة الهادفة إلى تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في مختلف المجالات.
وعلاقة بالبرامج المتعلقة بتأهيل شباب الغد وعلى رأسها تطوير المنظومة التعليمية فإن الفيديرالية الوطنية للشبيبة التجمعية تعبر عن تنويهها بالإنعكاسات الإيجابية لمشروع “مؤسسات الريادة” باعتباره مشروعا جوهريا لإصلاح المنظومة التعليمية، وهو ما أكده مؤشر تأثير مؤسسات الريادة على جودة التعليم الذي وضع بلادنا في مراتب متقدمة عالميا، محققة بذلك تحسنا في مستوى التعلمات بمقدار 0,9 في المائة من الانحراف المعياري (écart-type)، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تحقيق هذه النسبة على المستوى العالمي وفق الدراسة التي أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
دعوة الحكومة لمواصلة الإنجازات وتصفية تركة عشر سنوات من الإخفاقات
وفي إطار الجهود الحكومية لتصفية تركة إخفاقات حكومتي العشر سنوات العجاف، وما خلفته من تعثر وتأخر على مجموعة من المستويات، فإن الفيديرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، وإذ تشيد بكل هذه المنجزات بدءا من تعميم التغطية الصحية على جميع المغاربة بعدما توقفت الحكومة السابقة عند فئات محدودة على غرار “العدول” و”القابلات”، ونجاحها في تنزيل وتسريع إنجاز المشاريع المرتبطة بالماء لتجاوز التأخر الحاصل في المجال، وإلغاء نظام “التعاقد” في قطاع التعليم، والزيادة في الأجور لجميع الموظفين بعد توقف الزيادات منذ حكومة عباس الفاسي في 2011، ونجاحها في تقليص عجز الميزانية من 7% سنة 2020 إلى أقل من 4 % سنة 2024، وإخراج ميثاق الاستثمار بعد 12 سنة من التردد والتأخر، وتغيير مقاربة دعم السكن من خلال إطلاق برنامج طموح وناجح استفاد منه 63 ألف مواطن لحد الآن، وتقديم الدعم الاجتماعي المباشر لــ 4 ملايين أسرة، وإخراج قانون الإضراب بعد 62 سنة من الفراغ التشريعي وبعد فشل الحكومتين السابقتين في ذلك رغم التنصيص عليه في دستور 2011.
مدونة الأسرة لا تقبل المزايدات السياسية
وارتباطا بمدونة الأسرة تُشيد الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية بالمنهجية الملكية الرشيدة لإصلاح المدونة، التي تهدف إلى تحقيق العدل والمساواة بما يتماشى مع مبادئ الشريعة الإسلامية وثوابت المملكة الدستورية، وفي هذا السياق تنوه بالمقاربة الوسطية لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي أبان عن مستوى عالٍ من الهدوء والرزانة في التفاعل مع هذا الملف، من خلال مقاربة تتسم بالحكمة والنقاش الهادئ، بعيدا عن التقاطبات والمزايدات منطلقا في ذلك من مرجعية الحزب الوسطية، وساعيا بذلك لتعزيز مكانة الأسرة المغربية وتقوية تماسكها باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع.
ترويج الإشاعات والمغالطات أطروحة سياسية لمن فقد البوصلة
في المقابل، تعبر الفيدرالية عن استهجانها وامتعاضها لمحاولات الاستغلال السياسي لهذا الموضوع الحساس من قبل أحد زعماء الأحزاب السياسية الذي تفرغ “للدجل السياسي”، بعد أن أفرغ حزبه من القيادات السياسية الرزينة والأطر الإدارية الرصينة ليحترف تصوير اللايفات والركوب على الموجات من خلال ترويج المغالطات والإشاعات، حيث لم تعد له أي أطروحة سياسية يقدمها مع مُرِيدَيْهِ الذَيْنِ تَبَقَّيَا معه في الواجهة سوى استغلال “مدونة الأسرة” بالإشاعات والمزايدات وترويج “فزاعة المال والسلطة” عبر اختلاق الأكاذيب والافتراءات، والاتجار “بالقضية الفلسطينية” التي لم يقدم لها شيئا عدى الرقص على جراحها في المهرجانات، وهي القضية التي لا تقبل الاستغلال والمتاجرة السياسية باعتبارها قضية جميع المغاربة ملكاً وشعباً، وفي هذا الإطار تجدد الشبيبة التجمعية تأكيدها على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، تكون غزة جزءا لا يتجزأ من أراضيها.
الإشادة بتماسك الأغلبية والتنويه بالأسلوب الراقي لبعض فرق المعارضة:
من جهة أخرى، تشيد الفيديرالية الوطنية بتماسك مكونات الأغلبية، وتناسق مواقفها تجاه كل القضايا رغم المحاولات اليائسة لبعض المنابر الإعلامية في تضخيم تصريحات معزولة لا تمثل إلا أصحابها، كما تنوه بالعمل الكبير الذي تقوم به فرق الأغلبية البرلمانية في مجلسي النواب والمستشارين، تفعيلا لوظائفها الدستورية المتمثلة في التشريع والرقابة والتقييم، وفي نفس الإطار تحيي التفاعل المؤسساتي لفرق المعارضة خصوصا فريقي الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية، الذين يقدمان مستوى راق في المعارضة يساهم في تعزيز الأدوار السياسية للبرلمان كمؤسسة حاضنة للنقاش الديمقراطي ببلادنا على خلاف معارضة “البهرجة” و”الحلقة” التي كان آخرها تقديم مسرحية “كرطونة الحماية الاجتماعية” في محاولة تضليلية للتغطية على تأخر الحكومة السابقة في ورش تعميم التغطية الصحية، وإذ تستنكر هذه المحاولات التضليلية فإنها تعرب عن استعدادها الرد على جميع هذه المغالطات في الأيام المقبلة، من خلال فتح نقاش عمومي مسؤول حول ورش تعميم التغطية الصحية.
الاعتزاز والافتخار باحتضان ونجاح الاجتماع السنوي لشبيبة الحزب الشعبي الأوروبي
وعلى صعيد آخر، تعرب الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية عن اعتزازها الكبير باحتضان الاجتماع السنوي لشبيبة الحزب الشعبي الأوروبي، لأول مرة خارج أوروبا، يومي31 يناير و 01 فبراير بشراكة مع مؤسسة ‘كونراد أدناور’، تحت شعار: ‘الحوار الأورو-متوسطي: نحو تقارب وتفاهم مشترك’، بالمقر المركزي لحزب التجمع الوطني للأحرار بالرباط، وفي هذا الإطار تعبر عن افتخارها بالنجاح الباهر لهذا اللقاء الذي يأتي في إطار تعزيز مكانة المغرب كجسر استراتيجي بين أوروبا وإفريقيا، وكفاعل محوري في تعزيز الحوار بين الشباب وصناع القرار، كما يمثل محطة هامة لتبادل الخبرات حول مواضيع ذات أولوية عالمية مثل تمكين الشباب، الانتقال الطاقي، التغيرات المناخية، وآفاق العلاقات المتوسطية. وهو ما يكرس الدور الريادي الذي تضطلع به الشبيبة التجمعية كفاعل وطني ودولي في تعزيز الدبلوماسية الشبابية وربط علاقات تعاون بنّاء مع شبيبات الأحزاب الدولية، بما يسهم في نقل التجارب وتعزيز التفاهم المشترك، وذلك تفعيلا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الرامية إلى تعزيز الدبلوماسية الموازية والانفتاح على الشركاء الدوليين لتوطيد جسور الحوار والتعاون.
الإشادة بالحضور الفاعل لأعضاء الفيديرالية الوطنية للشبيبة التجمعية
كما تعرب الفيدرالية الوطنية عن تجديد اعتزازها بتعيين الأخ لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، كاتبا للدولة مكلفا بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وهي رسالة صريحة تعكس دعم جلالة الملك للمشاركة السياسية للشباب، واعترافًا واضحًا بالمجهود الكبير الذي تقوم به منظمة الشبيبة التجمعية باعتبارها أكبر منظمة شبابية في المغرب، والدور المحوري الذي تضطلع به المنظمة في تأطير آلاف الشباب المغاربة، وتشجيعهم على الانخراط الفاعل في الحياة السياسية، مع ترسيخ قيم المواطنة وحب الوطن. كما تهنئ الفيدرالية الأخت ياسمين لمغور بمناسبة تعيينها منسقة إقليمية للحزب بالرباط والاخ ياسر قنديل تعيينه منسقا إقليميا لسيدي بنور، في خطوة تجسد الثقة الكبيرة التي يوليها الحزب للشباب وتؤكد إيمانه الراسخ بقدرتهم على تحمل المسؤولية وإحداث تغيير إيجابي ومستدام.
وفي الختام، تعبر عن إشادتها بالدينامية التواصلية المتميزة لوزراء الحزب، التي تتسم بخطاب سياسي رزين ومسؤول، مترفع عن المزايدات والمناكفات السياسوية والانتخابوية. وتدعو الفيدرالية جميع أعضائها وعضواتها إلى مواكبة دينامية العمل الحكومي ميدانيًا وعبر وسائط التواصل الاجتماعي بجدية وفعالية ومسؤولية.