المواطن

المنطقة الرطبة بالـمحمدية تحت رحمة التلوث والزحف الاسمنتي

الدار/ بوشعيب حمراوي

تقلصت مساحة المنطقة الرطبة بمدينة المحمدية والمصنفة دوليا كمحمية بيئية للطيور من حوالي ألفي هكتار على امتداد حوض وادي المالح إلى أقل من مائة هكتار. بعد أن احتلت الشركات والمباني والمساكن أربعة أخماس مساحتها، وأتلفت البقية الباقية بسبب التلوث والإهمال.

وأصبحت مرتعا للجراثيم والسموم ، وغير قادرة على الاحتفاظ بعضويتها داخل شبكة رامسار العالمية للمحميات البيئية. حيث صنفت كمنطقة ذات أهمية إحيائية وايكولوجية وأدرجت  سنة 2005  ضمن لائحة رامسار الإيرانية للمناطق الرطبة ذات الأهمية العالمية. فالمحمدية السفلى حيث مقر العمالة وساحة المدن التوأمة والمركب الرياضي البشير والشركات الكبرى توجد كلها بالمنطقة الرطبة.

وهو ما تسبب سنة 2002  في إغراق المنطقة وساكنتها بسبب الفيضانات، بعد محاولة (وادي المالح) استرجاع حوضه.علما أن المنطقة كانت تمتاز بثروة نباتية وحيوانية هائلة أكسبتها أهميتها الوطنية والدولية.

 ولم تسلم  المنطقة من التدهور والتخريب بسبب الأنشطة البشرية. حيث كانت تأوي أكثر من 56 نوع من الطيور المائية و30 نوع من الجواثم (العصافير) و4 أنواع من الجوارح، كما كانت تزورها بعض الطيور المميزة (الشهرمان، النحام، الونس..) خلال فترة التشتية أو الهجرة. وتتردد عليها ثلاث أنواع من الطيور النادرة أو المهددة بالانقراض خلال فترة التشتية ( الحذف الرخامي، نورس اودوان، أبي ملعقة الأبيض).

كما تعتبر المنطقة مأوى لبعض الأسماك ك(الحنكليس، الجمبوزيا، بعض الرخويات والصدفيات). لكنها الآن أصبحت قبلة للمنحرفين والمشردين واللصوص، ومطرحا سريا للنفايات، تقذف فيها بقايا مواد البناء وسموم الشركات. 

إحدى الجمعيات المهتمة محليا بالبيئي سبق ولخصت أسباب تدهور المنطقة الرطبة في التدخلات العشوائية التي عرفتها المنطقة، حيث أكدت في دراستها  أنه في سنة 1970 تم تحويل المجرى الطبيعي لوادي المالح الذي يصب في البحر وتعويضه بقناة صناعية عميقة تخترق منطقة المستنقع الكبير بشكل مستقيم مما أدى إلى تجفيف المجرى الطبيعي للوادي وتغيير عميق في الأنظمة البيئية بالمنطقة. وكان الدافع وراء عملية التحويل حسب الجمعية، تهيئ أراضي جديدة لإقامة منشآت رياضية ولتوسيع المنطقة الصناعية.

وبعد الفيضانات التي اجتاحت مدينة المحمدية سنة 2002 ، عرفت المنطقة تدخلات أخرى  تمثلت في إنشاء قناة لتصريف مياه الأمطار بها وإحاطتها بحزام من الحواجز الترابية الذي زاد من تقليص مساحتها.وأدى إلى انخفاض مساحتها إلى أقل من حوالي 150 هكتار سنة 2004 .

يذكر أن مقر  المنطقة الصناعية الأولى الساحلية، والتي تأوي شكرة سامير العالقة. وعمالة المحمدية، والكولف ونادي التنس وملعب البشير، وحديقة مولاي الحسن (حديقة المدن المتوأمة سابقا).. ومعها عدة عمارات وإقامات سكنية،  كلها مرافق أنجزت فوق المنطقة الرطبة، وحوض وادي المالح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 − 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى