المواطن

للموسم الثاني: مدينة ابن سليمان بلا مسابح

الدار/ بوشعيب حمراوي

كتب على سكان مدينة ابن سليمان الحرمان من متعة السباحة بالمسابح لثاني موسم اصطياف على التوالي. بسبب استمرار إغلاق المسبح البلدي من أجل الإصلاح والتهيئة، ورفض وزارة الشباب والرياضة السماح بفتح مسبح المركز السوسيو رياضي المتواجد بحي للا مريم، بدعوى عدم توفرها على إطار قانوني لاستخلاص أثمنة الولوج إليه. 

زيارة ميدانية  لموقع الدار إلى داخل ورش مشروع إعادة تهيئة المسبح الجماعي، تأكد من خلالها أنه لازال عالقا، علما أن العامل السابق للإقليم مصطفى المعزة. أكد أنه سيفتح مع بداية صيف 2019، كما أكدت ذلك مهندسة المشروع، أثناء زيارة تفقدية قام بها العامل السابق وبحضور ممثلي الإعلام.

كما أكد المشرف على الورش وكذا  الفائز بالصفقة، في اتصال هاتفي بموقع الدار، أن المشروع سينجز شهر أكتوبر 2010، مما يعني بعد انقضاء العطلة الصيفية وأجواء الاصطياف. مبررا ذلك بتأخر صرف الأموال الخاصة بالصفقة، التي حددت في مبلغ 600 مليون سنتيم.  وهو مشروع من تمويل المجلس الإقليمي بابن سليمان. 

وأفاد أن المشروع يهم فقط تهيئة المسبح والمقهى ومستودع الملابس والدوشات. وأن هناك شروع ثان بداخل نفس العقار. يهم إحداث قاعة لرياضة، وملاعب رياضية. ولم يتم بعد الإعلان عن الصفقة الخاصة به. 

 أما بخصوص مسبح المركب السوسيو الرياضي بحي للا مريم، والذي يتواجد إلى جانبه ملعب لكرة القدم المصغرة بالعشب الاصطناعي وقاعة للرياضة، فإن إدارة المركز ومعها المديرية الإقليمية للشباب والرياضة، عجزت عن إيجاد حلول من أجل فتحه للعموم. بسبب عدم قانونية عملية استخلاص واجبات الولوج إليه. كما لم تبادر إلى فتحه بالمجان، بسبب عدم توفرها على أموال للصيانة. وتتعرض تجهيزات ومضخات المسبح منذ أزيد من سنتين للضياع. 

فيما تنصب جهود وزارة الشباب على إتمام مشروع مسبح نصف أولمبي (سومي أولمبي)، محاذي للقاعة المغطاة. وهو مشروع  بعيد عن طموحات أطفال وشباب المدينة. باعتبار أنه يخص فقط السباحين المحترفين. 

لتبقى المدينة التي يقطنها أكثر من 50 ألف نسمة، بدون مسابح. ويبقى أطفالها وشبابها مرغمين على التنقل إلى بعض المسابح  الناذرة المتواجدة بجماعة قروية، أو التنقل اليومي إلى شواطئ مدن الجوار (المحمدية، بوزنيقة، المنصورية).   

فيما تبادر مجموعة من أطفال الفقراء  إلى الغوص في البركة المائية المتواجدة بقلب حديقة الحسن الثاني، أو البحث عن برك مائية داخل الغابة المجاورة.

إغلاق مفاجئ لمسبح لالة مريم الذي سبق وخضع لإصلاحات عشوائية

    لا حديث بالمدينة الخضراء إلا عن حرمان الأطفال والشباب من مسبح النادي السوسيو رياضي للقرب المندمج بحي لالة مريم، بعد إغلاقه يوم الأربعاء الماضي، فجأة وبدون سابق إنذار. حيث كانت إدارة النادي قد افتتحته بتاريخ سابع يوليوز الجاري، وحددت الدخول في فترتين (صباحية ومسائية) ، بثمن 20 درهم عن كل فترة. وبررت الإدارة قرار الإغلاق بسبب هجوم  مجموعة من الأطفال والشباب ليلا ونهار على النادي، ومحاولة السباحة مجانا وفي أوقات غير محروسة. وهو التبرير الذي اعتبره المتضررون واهيا، موضحين أن للإدارة كل الوسائل القانونية لمتابعة المتجاوزين وحماية المسبح. بما فيها اللجوء إلى الأمن الوطني والقضاء. كما اعتبرت مجموعة منهم، أن ثمن الولوج لا يناسب مداخيل الأسر، التي بها عدة أطفال. وأن النادي أحدث بطابع اجتماعي صرف، ولا يمكن أن يتحول إلى نادي استثماري. كما أن طريقة استخلاص تلك الأموال مشبوهة، ولا تخضع لقوانين منظمة. مبرزين أنه تم إحداث جمعية أعضاءها موظفين تابعين لوزارة الشباب والرياضة، للإشراف على النادي. وأنه تم إقصاء الفعاليات الجمعوية المعنية من عضوية الجمعية. مما يجعل الجمعية تحت رحمة قرارات إدارة النادي ومندوبية الشباب. وسبق أن فجر مندوب الشباب والرياضة والمدير السابق للمركز فضائح  بالجملة، بتبادلهما عبر منبر الأخبار،تهم الفساد المالي والإداري وتخريب مسبح. حيث جالست الأخبار كلا الطرفين. وأكد المندوب الإقليمي، أن هناك اختلاسات مالية كبيرة داخل المركز، وراءها المدير السابق الذي كان يشغل في نفس الوقت مهمة رئيس الجمعية المشرفة. موضحا أنه كان لا يسجل كل الأموال التي كان يستخلصها مقابل ولوج المسبح أو الملاعب الرياضية. كما أن هناك رسالة تهديدية بعثت إلى المقاول بالبريد المضمون، من أجل إصلاح المسبح، وإلا فإن المندوبية ستلجأ للقضاء. ونفى حينها المدير السابق، كلما اعتبره ادعاءات كاذبة وافتراءات، وقال إنه رفض التوقيع على شيك بنكي بقيمة 80 ألف درهم، لصالح المقاول الذي كلف بإصلاح المسبح، موضحا أن هذا الأخير، لم يتمم عمله، وأن مكتب متخصص أكد أن اختلالات شابت عملية الإصلاح، كما أن عدة عيوب برزت عند تشغيل المسبح في وجه العموم. متسائلا كيف لم يتم اعتماد إحدى الشركتين المنافستين، واللتين قدمتا عرضين أقل بكثير من عرض المقاول الفائز بالصفقة. وقال إنه تم هدر 500 طن من الماء في ظرف 14 يوما، وأن بلدية ابن سليمان هي من تؤدي الفاتورة. وإن المياه كانت تتسرب من معبر الأسلاك الكهربائية، وكانت تهدد حياة الأطفال السباحين. كما استنكر قرار المندوب الداخلي الذي همش  إدارة المركز، وقام بتعيين موظف ثان من خارج المركز، لتتبع أشغال وأنشطة المسبح. وقل إن المندوب يسعى إلى الهيمنة على مكاتب جمعيات (مركز لالة مريم، مركز مولاي الحسن، الرياضية للجميع). الغريب في أمر المواجهة التي تمت عبر منبر الأخبار، أن الوزارة الوصية، لم تتدخل من أجل التحقيق في تلك التهم المتبادلة، ومعاقبة الطرف الظالم. كما أن المدير السابق للمركز يشغل الآن مهمة مدير دار الشباب نفس المدينة. وهي الدار التي عرفت مؤخرا إصلاحات مشبوهة.  

مصير غامض لمسبح (الجرادي) المغلق بعد غرق شرطي داخله

لم يكتب لأطفال وشباب المدينة الاستفادة من خدمات المسبح البلدي بحي الحدائق (الجرادي)،المغلق منذ أن غرق داخله شرطي في ظروف غريبة. حيث أن الحادث وقع في منتصف إحدى الليالي الصيفية من سنة 2013. وكان حينها المرفق التابع لبلدية ابن سليمان، تحت إشراف شركة خاصة. فازت بصفقة التدبير والتسيير للمسبحين (مسبح كبير  وأخر صغير للأطفال). المنجز منذ عقود خلت على أرض تابعة للأملاك المخزنية مساحتها 3180 متر مربع. به كذلك مقهى ومدرجات بالإضافة إلى ملعبين لكرة السلة والطائرة ودوشات ومرفق إداري وسكن المفروض أن يكون لحارس أو مدير المسبح البلدي،إلا أنه يستغل بطرق عشوائية. علما أن المسبح الكبير أنجز لأنشطة أبطال السباحة وليس لهواة الاستجمام، إذ يتجاوز عمقه المترين. المسبح مغلق لأسباب مجهولة، وبنيته التحتية في تدهور مستمر والأبواب والنوافذ تضررت، والأعشاب والأشجار والأتربة ملأت جوانبه، إلى درجة أنه المرفق تحول إلى ملجأ للمنحرفين والأفاعي والعقارب والكلاب الضالة. والملعبين الرياضيين تدهورا، علما أنه تم  سابقا طرد نادي حسنية ابن سليمان لكرة السلة من اللعب داخل المسبح، وهو ما تسبب في حله. وضياع لاعبيه وأطره. يثير انتباهك سياج المسبح المحاذي لمقري بلدية وباشوية المدينة المتصدعين، ومقر سرية الدرك الملكي الآيل للسقوط، وعلى طول شارع الجيش الملكي. بناية تزيد من إحباط مئات المترددين على حديقة الحسن الثاني والنافورة وفضاء ما بات يعرف ب(الشلال). إحباط جعل الأطفال يستغلون انعدام الحراسة بالحديقة، ليحولوا بركها المتعفنة إلى مسابح يلجونها ليلا ونهارا. مما أدى على نفوق الأسماك التي سبق وتم إيداعها بتلك البرك لتتكاثر.  

فضاء ترفيهي ورياضي  بالحي الحسني عالق منذ ثمان سنوات بسبب تخاذل الشركاء 

خاب أمل أطفال وشباب الحي الحسني أكبر تجمع سكاني بمدينة ابن سليمان، وخابت معه آمال باقي الأحياء السكنية المجاورة (الفرح، السلام، نجمة، القدس…). بعد أن طال انتظارهم لمشروع الفضاء الترفيهي الرياضي العالق على الحدود بين الحي والغابة. فبعد أن استبشرت الفئتين خيرا بالإعلان عن بدء أشغال المشروع أواخر سنة 2006، على مساحة غابوية حددت في أزيد من خمس هكتارات. كانت بالأمس القريب امتدادا لمطارح الأزبال والنفايات وبقايا مواد البناء ومقبرة للحيوانات النافقة، التي تغطي الحزام الأخضر الفاصل بين المدينة والشريط الغابوي. وبعد التعثرات التي لازمت المشروع بسبب تخاذل الشركاء، مع الجمعية حاملة المشروع. وترك مكتبها المسير وحيدا يبحث عن موارد مالية لإتمام المشروع. الذي كلف أزيد من 470 مليون سنتيم. لم توفق الجمعية في فتح الفضاء في وجه الأطفال والشباب، بسبب انعدام الموارد البشرية اللازمة للتدبير الإداري. وعدم جلوس الشركاء من أجل وضع قانون منظم للتسيير والإشراف والصيانة والمحاسبة.  قال مصطفى بن الصباحية أمين مال جمعية الزيايدة حاملة المشروع، إن الفضاء جاهز للافتتاح، وأن الجمعية راسلت منذ عدة أشهر عامل إقليم ابن سليمان من أجل تحديد لقاء مع كل الشركاء، في مقدمتهم العامل بصفته رئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المساهمة في المشروع. بالإضافة إلى المجلس البلدي ومندوبية الشباب والرياضة، من أجل وضع خطة تدبير وصيانة للمرفق وإحداث مجلس إداري. موضحا أن المشروع في حاجة إلى إداريين ومستخدمين، لا يمكن للجمعية أن توفرهم. وأن الجمعية وضعت مشروع قانون أساسي واتفاقية من أجل تقنين سير المشروع. وعلمت الأخبار أن كلفة المشروع قدرت قبل انطلاق المشروع في أزيد من 400 مليون سنتيم، وكانت الجمعية تنتظر حسب الاتفاق الأولي، أن ينجز المشروع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقد تم الاتفاق على إنجازه عبر مراحل. إلا أن التعثر لازم المشروع منذ بدايته سنة 2007، حيث أن المبلغ المرصود لتهيئة أرضية المشروع، والمحدد في 100 مليون سنتيم. تلقت منه للجمعية 80 مليون سنتيم فقط . مما تطلب تدخل صاحب كولف المنزه، الذي دعم المشروع بمبلغ 32 مليون سنتيم من أجل إتمام الشطر الأول. وعند مبادرة الجمعية لطلب غلاف الشطر الثاني، صادف طلبها انتقال عامل الإقليم، وتعيين عامل جديد. رفض صرف المبلغ من مالية المبادرة الوطنية. مما أدى إلى توقف الأشغال لعدة أشهر، وتضرر أرضية المشروع، التي ضلت تحت رحمة أصحاب المواشي والأبقار والعربات. بعدها لجأ رئيس الجمعية إلى مديرية الجماعات المحلية، التي وافقت على المساهمة، بشرط أن تتوصل رسالة من عامل الإقليم. حيث صرفت للجمعية مبلغ 210 مليون سنتيم. وضعتها في حساب المجلس الإقليمي. الذي قام بتحويلها ودون إخبار الجمعية، إلى حساب لها تخصصه للمنح والتبرعات. علما أن الجمعية فتحت حسابا خاصا بالمشروع. بعد حوالي ثلاثة أشهر، يفاجأ رئيس الجمعية بالمبلغ المودع في الحساب. ويكتشف أنها مساهمة مديرية الجماعات المحلية. ليبدأ رفقة باقي أعضاء المكتب في الإعداد لإنجاز الشطر الثاني ، وترميم ما تم تخريبه من الشطر الأول. كما بادرت مندوبية الإنعاش الوطني بإنجاز الحائط والسياج الحديدي المحيط بالمشروع بكلفة مجهولة، وحديث عن صرف 140 مليون سنتيم. كما قامت بلدية ابن سليمان بربط المشروع بالماء والكهرباء، والتزمت بأداء فاتورات الاستهلاك الشهرية. بالإضافة إلى التزامها بتسوية مشكل العقار التابع للمياه والغابات. كما التزمت مندوبية الشباب والرياضة بالتجهيزات الرياضية. ويتكون المشروع من ملعب لكرة القدم  وملعب كرة اليد ملعبين لكرة السلة وملعب لكرة الطائرة وحلبة القفز الطولي والعلوي، بالإضافة إلى مرفق إداري ودوشات ومستودع للملابس ومقهى لتوفير مداخيل تساعد في الصيانة. 

  نادي الحدائق لكرة المضرب مغلق وبنيته التحتية في تدهور مستمر  

يوثق نادي الحدائق لكرة المضرب بحي الحدائق المغلق في وجه الأطفال والشباب هواة كرة التنس، لسلسلة الفضائح التي أضرت بالأسر السليمانية. إذ تم إغلاق النادي، بعد دخول السلطة المحلية في مواجهة مع مكتب جمعة، يعتبر نفسه المعني بالإشراف على النادي. بينما تعتبره السلطة غير شرعي، ورفضت تزكيته. وبرر المسؤولون رفضهم كون أن المكتب الذي شكل سنة 2001  لم يعقد أي اجتماع له منذ سبع سنوات، ولم يعقد جمعه العام العادي سنة 2004 من أجل تجديد أعضاءه الذين انتهت ولايتهم بمرور ثلاث سنوات حسب القانون الأساسي للنادي. بل إن فعاليات جمعوية محلية طالبت بالتحقيق في مداخيل ومصاريف النادي (المطعم والمقهى) خلال السنوات السبعة الماضية، وعن سبب تجميد نشاط المكتب المسير الذي اختفى أكثر من ثلثي أعضاءه ، وضل آخرون يتصرفون في ممتلكات النادي بصفة غير قانونية. قبل أن يظهر من جديد أحد أعضاء المكتب ويعمد على عقد جمع عام وتجديد المكتب سنة 2007. وعلمت الأخبار أن النادي بني  سنة 1982 فوق أرض تابعة للأملاك المخزنية على مساحة بلغت حوالي هكتار، وأن عملية البناء والتجهيز ساهم فيها كل من مندوبية الإنعاش الوطني وعمالة ابن سليمان وبعض كبار الجيش، والمحسنين، وأن المكتب المسير الأول شكل يوم 30/09/1983 برئاسة ضابط سامي في الجيش (كولونيل الصقلي)،و ضمت تشكيلة باقي أعضاءه بعض أعيان المدينة (14 عضوا).وتناوب على تسيير النادي أربع مكاتب، جدد آخرها يوم 15/04/2001 وهو المكتب الذي انتهت صلاحيته سنة 2004 ولم يتم تجديده إلى يومنا هذا. ويتكون النادي من بناية مكونة من طابقين بها مقهى وقاعة للندوات وحديقة وفضاء لألعاب الأطفال وملاعب لممارسة رياضة التنس. تدهورت أوضاع النادي مباشرة بعد وفاة محمد بيش رئيس النادي حينها، والرئيس السابق  للمجلس البلدي للمدينة ونادي حسنية ابن سليمان لكرة القدم. وخصوصا بعد سحب رخصة بيع الخمور من داخل النادي. حيث تجمدت عضوية المكتب المسير. وكان المكتب المسير فوت تدبير المقهى والمطعم للرئيس الراحل من سنة 1991 وحتى سنة 1998 حيث توفي. حيث أصبح بعدها مرتعا للفساد ولقاء المومسات وطالبي الهوى، ولم تعد خدماته في مستوى زبنائه من الأسر المحلية الذين اعتقدوا لفترات أنه أصبح لديهم فضاء أسري يحجون إليه من أجل الترفيه عن النفس وتمكين الأطفال من لعب نظيف وآمن. وهو ما أدى إلى إغلاقه، قبل أن يفتح من جديد من طرف مكتب جديد مرفوض من طرف السلطة المحلية. ويبقى السؤال العريض الذي يطرحه السكان، يتمحور حول سبب عدم مبادرة المسؤولين المعنيين إلى الحزم في مستقبل النادي، إما بتزكية مكتب الجمعية الحالية، أو إيجاد طرق لتدبيره بعد تهيئته وترميمه.

  أطفال وشباب ممنوعون من ولوج قاعة مغطاة بنيت من أموال البلدية والمبادرة الوطنية  

تحول حلم أطفال وشباب مدينة ابن سليمان، بإنجاز قاعة مغطاة لاحتضانهم رياضيا وثقافيا وفنيا، إلى كابوس مرعب، بعد أن فوجئوا بوزارة الشباب والرياضة، تضع تعريفة خاصة للاستفادة من القاعة المغطاة التي دشنها الملك محمد السادس خلال الزيارة الأخيرة لجلالته بالمدينة. وهي القاعة التي ضلت الفعاليات الجمعوية بمختلف ألوانها تطالب المجلس البلدي والسلطات الإقليمية بإحداثها. واستنكر ممثلو عدة جمعيات صمت السلطات الإقليمية والمجلس البلدي أمام، ركوب وزارة الشباب والرياضة على المشروع الملكي، وتحويله من مشروع ثقافي رياضي وفني بطابع اجتماع، يسد حاجيات الساكنة البسطاء، إلى ما يشبه (قاعة أفراح)، لا يهم الوزارة سوى استغلالها من أجل استنزاف مالية الأسر الفقيرة بالإقليم. علما أن المشروع أنجز بشراكة بينها وبين المجلس البلدي واللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هذه الأخيرة التي لا تصرف أموالها إلا من أجل محاربة الهشاشة ودعم وتنمية الأسر الفقيرة والمتوسطة. وتساءل المتضررون من شباب المدينة كيف يعقل أن يوفر ناد أو جمعية محلية مبلغ 850 درهم لاستغلال القاعة لمدة ساعتين فقط، أو كيف يمكن تدبير مبلغ 8500 درهم سنويا، من أجل ضمان إجراء ثلاث حصص تدريبية أسبوعيا مدة كل واحدة ساعة فقط. أو مبلغ 6500 درهم سنويا،من أجل حصتين أسبوعيا فقط. أو حتى مبلغ 3500 درهم سنويا لحصة واحدة أسبوعيا.  ومن أين يمكن لجمعيات بسيطة بالكاد تدبرت مصاريف وثائقها أن تؤدي 3500 أو 4000 درهم من أجل إنجاز نشاط رياضي أو ثقافي أو فني خلال يوم واحد. وندد الجمعويون بما اعتبروه سياسة الاستيطان التي نفذتها وزارة الشباب والرياضة داخل تراب إقليم ابن سليمان، بحجة تأهيل الإقليم، حيث تم إنجاز مركبات القرب مؤدى عنهما بابن سليمان وبوزنيقة، ولا يمكن لأطفال وشباب الإقليم البسطاء ولوجهما. وكذا مركب ألعاب القوى الذي افتتحه سابقا الملك محمد السادس على أساس أن يستفيد منه ممارسو الجهة والإقليم. إلا أنه أصبح قبلة لكل الممارسين بالمغرب، في الوقت الذي لا يتواجد داخله أي ممارس بالإقليم. بل إن الوزارة جعلت من إقليم ابن سليمان مكانا لتنظيم تظاهرتها الوطنية والجهوية، ولم تعر اهتماما لأطفاله وشبابه. كما أصبح موردا ماليا لها، ولو أن طريقة التدبير المالي لمركبات القرب والقاعة المغطاة، باعتماد جمعيات يتم تأسيسها بطرق غامضة، وبدون مشاركة القوى الفاعلة من خارج أطر الوزارة الوصية، جعلت الكل يشكك في مدى مصداقية عمليات الاستخلاص، وعن الجهة التي تستفيد من تلك الأموال، علما أن جزء منها يذهب في الصيانة والحراسة وغيرها من مستلزمات تلك المشاريع. وكان الملك محمد السادس دشن بداية شهر نونبر 2014 القاعة المغطاة للرياضات، التي كلفت 920 مليون سنتيم. وتقع على مساحة 2500 متر مربع.  

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى