بابن سليمان: مأساة باعة سوق حضري خارج تصميم التهيئة
الدار/ بوشعيب حمراوي
يعيش أصحاب المحلات التجارية بالسوق المركزي الحضري للمدينة، حالة استياء وترقب، بسبب وضع السوق المتردي، ورفض المجلس البلدي إجراء أية إصلاحات أو تهيئة له. بعدما تعفن وتضررت أبوابه وجدرانه، وانتشرت داخله الروائح الكريهة ومجاري المياه المستعملة. يضاف إليها الاحتلالات الجسيمة للممرات وأراضي المساحات الخضراء. وتردد بعض المنحرفين ليلا بمحيطه، وتهديدهم للزبائن. وتراكم الأزبال داخله وفوق سطح السوق، حيث يتم رمي القنينات البلاستيكية والزجاجية للمشروبات العادية والكحولية.
ولعل ما زاد من احتقان الباعة الذين قرروا الإعداد لوقفة احتجاجية، اهتمام المجلس البلدي بالسوق الحضري المتواجد بحي كريم. حيث عقد ممثلين عن البلدية، لقاء مع باعة سوق حي كريم، من أجل الإعداد لعملية إصلاح للسوق، رصد لها المجلس البلدي 60 مليون سنتيم. متسائلين كيف يتم إصلاح سوق حي كريم المحدث في السنوات الأخيرة. وعدم الاهتمام بالسوق المركزي الآيل للسقوط، والمحدث منذ عدة عقود. علما أن سوق حي كريم به 33 محل تجاري. والسوق المركزي به 98 محل تجاري.
وكان باعة السوق المركزي رفضوا في وقت سابق عرض المجلس الإقليمي لعمالة ابن سليمان، الذي اقترح نقلهم إلى سوق حضري جديد، ينتظر أن يتم بناؤه فوق أرض المحطة الطرقية، والذي سبق وخصصت له وزارة الداخلية مبلغ مليارين و300 مليون سنتيم. وهو المبلغ الذي أحيل على الميزانية الإقليمية، وبات في حضن المجلس الإقليمي. وأرجعوا رفضهم، إلى أن العملية ستكلفهم خسارة الزبائن والإفلاس.
وأوضح مصدر مسؤول من داخل بلدية ابن سليمان لموقع الدار، أن سبب رفض المجلس البلدي، صرف أية مبالغ مالية من أجل إصلاح أو تهيئة السوق الحضري، تعود بالأساس إلى أن تصميم التهيئة الجديد (2010/2020)، يعتبر المنطقة التي يتواجد بها السوق المركزي ودار الشباب، ساحة وفضاء للمدينة، ولذا يمنع البناء فوقه. وأن التصميم أحدث على أساس أن السوق كان سيهدم، وأن الباعة كانوا سيستفيدون من محلات تجارية داخل مشروع السوق الحضري الجديد. إلا أنهم رفضوا الانتقال. وأضاف أن الحل الوحيد لإعادة إصلاح السوق المركزي القديم، هو انتظار انتهاء فترة تصميم التهيئة الحالي، وتعديل تصميم التهيئة المنتظر، بإزالة الساحة، وترك السوق المركزي في مكانه.
وبخصوص مشروع إصلاح سوق حي كريم، أفاد مصدرنا أن المجلس البلدي، قرر تنفيذ الإصلاح، وفق مقاربة تشاركية مع مؤسسة التعاون الألماني، وتحت رقابة وزارة الداخلية، وهي تجربة أولى، تدخل في إطار برنامج (جماعة مواطنة)، على أمل نيل ثقة المؤسسة الألمانية، وتوسيع دائرة اهتمامها بالجماعة، مؤكدا على أن المبلغ المرصود (60 مليون سنتيم)، هو من ميزانية المجلس البلدي. كما نفى ما تم تداوله بخصوص إحداث محلات تجارية أخرى بسوق حي كريم، ونفى أن تكون جمعية الخاصة بموظفي الجماعة، قد استفادت من أي محل تجاري بالسوق.
ويحتوي السوق المركزي المعروف ب(المارشي) المحدث سنة 1963 قبالة دار الشباب، على 98 محل تجاري مساحاتها ما بين 5 و15 و22 متر مربع. بالإضافة إلى مرحاض متعفن، بأبواب مكسورة. ويشمل السوق محلات ( الجزارة، مقاهي الشواء، بيع الدجاج الحي والمذبوح، الخضر والفواكه، العطارة، البقالة، النعناع وباقي الأعشاب المنسمة..).
وبجانبه سوق السمك المتعفن والذي أصبح نقطة سوداء، لوثت المنطقة، وأضرت بتلاميذ وأطر التربية بالمؤسسات المقابلة له (مدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية).وهي بناية الذي لا يمكنه استعمالها حتى كإسطبل للدواب. حيث تستغل موائدها الاسمنتية كمراقد للقطط والكلاب الضالة ليلا، وتجري بمحيطها مجاري المياه المستعملة ممزوجة بمياه تنظيف الأسماك وبعض بقاياها.