أخبار الدارالمواطن

الالتهاب الكبدي : الوباء الصامت الذي فتك ب400 ألف مغربي

الدار/ بوشعيب حمراوي

 قال البروفيسور مهدي القرقوري رئيس جمعية محاربة السيدا إن 400 ألف مغربي مصاب بداء الالتهاب الكبدي (س)، وأن المغرب باستطاعته القضاء على هذا الوباء، وتفادي وفاة أكثر من 71 ألف مصاب، وتجنب إصابة 30 ألف مريض بسرطان الكبدي بحلول سنة 2050. 

ورفع القرقوري بداية الأسبوع الجاري مذكرات تحذيرية إلى رؤساء الفرق النيابية للأحزاب السياسية والنقابات، المكونة لمجلسي النواب والمستشارين. وطالب بتوسيع الولوج إلى العلاج من الالتهاب الكبدي (س)، عبر إدماج المخطط الاستراتيجي الوطني للقضاء على المرض في ميزانية القانون المالي لسنة 2020. موضحا أن وزارة الصحة التزمت بداية 2016، بالقضاء على المرض، من خلال بلورتها لمخطط استراتيجي وطني بدعم تقني من منظمة الصحة العالمية المكتب الإقليمي للشرق الأوسط . وأن الجمعية ساهمت في مناقشة عناصره ومحتوياته من منطلق دورها الدستوري كمجتمع مدني.

وأكد في مذكراته أن المغرب اليوم ملتزم بالتكفل بمرضى هذا الداء، بالتزام سياسي ورغبة أكيدة من الملك محمد السادس للقضاء عليه. والتي ترجمت بإعطاء تعليمات لوزير الصحة من أجل تشجيع صناعة الدواء الجنيس الجديد من طرق الصناعة المغربية. وانطلاق دراسة وبائية في فبراير 2019، حيث لا تتوفر معطيات دقيقة لهذا المرض.

كما طالب بتفعيل دور نظام المساعدة الصحية (الراميد)، ليتم تغطية تكفل بالمرض، بالدواء الجديد، وفق مقاربة التوسيع التي يهدف إليها المخطط الوطني.

وأوضح أنه لا يمكن الاعتماد على التضامن والشراكة الدولية لإيجاد التمويل، لأنه لا توجد صناديق عالمية خاصة بهذا المرض. مما يلزم اعتماد الدولة على إمكانياتها.

وأصدرت الجمعية بيانا صحافيا بمناسبة اليوم العالمي لالتهاب الكبد، وصفت فيه المرض ب(الوباء الصامت)، الذي أصبح مشكلة للصحة العالمية. حيث قدرت منظمة الصحة العالمية في سنة 2017، أن هناك ما يناهز 71 مليون شخص مصاب بداء الالتهاب الكبدي الفيروسي 'س ' المزمن. وأن عدد الوفيات يقدر ب399000 حالة سنويا نتيجة الإصابة به. 

وأضاف البيان أن الوضعية الوبائية في المغرب جد مقلقة. حيث 5000 مغربي يموتون سنويا بهذا الوباء  أي 15 شخص في اليوم (، و حوالي 400000 مغربي ومغربية مصابين بفيروس الالتهاب الكبدي "س".  كما يتم تسجيل 16 إصابة جديدة سنويا. وأن أغلب المصابين يجهلون إصابتهم بهذا الفيروس إلى أن تتطور حالتهم الصحية إلى مضاعفات خطيرة ، كالتشمع الكبدي أو سرطان الكبد.

 وأبرز البيان أن الأدوية الجديدة ( مضادات الفيروسات ذات الفعالية المباشرة )، تعتبر ثورة في علاج هذا الداء، نظرا لفعاليتها الكبيرة التي تتجاوز نسبة %95. هاته الأدوية التي يتم صناعتها وتسويقها في المغرب، بثمن منخفض نسبيا، تمكن من التحكم والقضاء على هذا الوباء. حيث بدأ المغرب صيرورة القضاء على الالتهاب الكبدي "س"منذ سنة 2015، ورخص لصناعة وتسويق سوفوسبيفير Sofosbuvir سنة 2015. وهي تركيبة دوائية لعلاج الالتهاب الكبدي "س"، تم تسجيلها في لائحة الأدوية التي تغطيها تأمينات الصحة سواء لأجراء القطاع العام أو القطاع الخاص. وبعد ذلك رخص لتركيبات لأدوية أخرى في السوق المغربية (Daclatasvir, Ledipasvir, Velpatasvir).

وأنه تمت بلورة مخطط استراتيجي وطني لمحاربة الالتهابات الكبدية سنة 2016 للفترة الممتدة مابين 2017 و 2021، لكن لم يتم إطلاقه رسميا لحد الآن. كما تم إطلاق دراسة وطنية لتحديد عدد الإصابات بالالتهابات الكبدية في المغرب في فبراير 2019.

مواجهة ضعيفة لهذا الوباء

 أوضح البيان أن مواجهة هذا الوباء المهدد تبقى جد ضعيفة، بسبب عدم تطبيق وإعمال المخطط وأنشطته. حيث تم إلغاء طلب العروض الخاص بشراء الأدوية الجديدة الذي تم الإعلان عنه في نونبر 2017. ومنذ ذلك الحين لم يتم إعادة الإعلان عنه مرة أخرى. إضافة إلى ذلك، المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة الالتهابات الكبدية لم يتم إعلانه رسميا أو إطلاقه بعد.

وكنتيجة لذلك، فإن الأشخاص المصابين بفيروس الالتهاب الكبدي "س"الذين لا يتوفرون على تغطية صحية خاصة كحاملي بطاقة الرميد، لا يستفيدون حاليا من حق الولوج إلى هذا العلاج. مما يعرضهم لتطور حالتهم الصحية إلى مضاعفات خطيرة كالتشمع الكبدي أو سرطان الكبد.

بالإضافة إلى المشاكل الصحية، فإن كلفة التكفل الطبي بالمصابين بالإلتهاب الكبدي "س" سترتفع بالنسبة للذين ستتطور حالتهم إلى التشمع الكبدي أو سرطان الكبد،اللذان سيتطلبان التكفل بهما تدخل عدة إختصاصات جد مكلفة.

لماذا المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة الإلتهابات الكبدية مستعجلا؟

ذكر بيان الجمعية أن الدراسة المنجزة في إطار مشروع الترافع من أجل الوصول الشامل والكوني لعلاج الإلتهاب الكبدي "س"، من قبل الائتلاف العالمي لمحاربة السيدا، وجمعية محاربة السيدا والممول من طرف يونيتيد  UNITAID، أبانت أن الولوج إلى العلاج سيمكن من إنقاذ حياة 71000 مغربي وتفادي إصابة 140000 شخص بحلول سنة 2050. كما سيجنب إصابة 37375 مغربي بسرطان الكبد و 29814 بتشمع الكبد.

فالولوج إلى العلاج سيمكن أيضا من توفير %20 من التكلفة الإجمالية للتكفل الطبي ومن تخفيف الضغط على ميزانية الدولة ومدخول المواطنين سواءا، وذلك بتجنب أداء التكلفة المرتبطة بهذا الداء ومضاعفاته المقدرة ب %40 إلى %52 من المنتوج الوطني الخام.

توصيات الجمعية

أوصت جمعية محاربة داء السرطان بالإعلان المستعجل عن طلب العروض لشراء الأدوية الجديدة ( مضادات الفيروسات ذات الفعالية المباشرة)، وكذا الإطلاق المستعجل للبرنامج الاستراتيجي لمحاربة لمحاربة الالتهابات الكبدية، مع خفض تكلفة الأدوية الجنيسة، والتكفل بالتشخيص والعلاج من قبل الراميد وتعميمه لكل الفئات الهشة. معتبرة أن علاج الإلتهاب الكبدي "س" يشكل أولوية.   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى