معهد هدسون الأمريكي: جبهة البوليساريو تهديد إرهابي عابر للحدود يستدعي تصنيفًا عاجلًا

الدار/ خاص
تتزايد الدعوات داخل الأوساط السياسية ومراكز التفكير الاستراتيجي في الولايات المتحدة إلى ضرورة تصنيف جبهة البوليساريو كتنظيم إرهابي أجنبي، نظراً لتورطها في أنشطة تهدد الأمن الإقليمي والدولي، وتعرّض المصالح الأمريكية والغربية للخطر، خاصة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
وفقًا لتقرير صادر عن معهد هدسون الأمريكي، فإن البوليساريو لم تعد مجرّد حركة انفصالية، بل تحوّلت إلى كيان ميليشياوي يستخدم السلاح والدعاية والتجنيد الإيديولوجي لتأجيج الصراعات، معتمدًا على بيئة المخيمات المغلقة في تندوف، التي تحولت إلى بؤر للتعبئة والتجنيد غير المشروع، بعيدًا عن أعين المجتمع الدولي.
يشير التحليل إلى أن البوليساريو تمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية في شمال إفريقيا والساحل، حيث تستغل الفوضى الأمنية وتتحالف مع شبكات الجريمة العابرة للحدود، بما في ذلك تهريب السلاح، وتسهيل تنقل العناصر المتطرفة عبر الصحراء الكبرى. هذه الدينامية الخطيرة تجعل من الجبهة جزءًا من المشهد الأمني المضطرب، الذي يشكل مصدر قلق مستمر للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
ويؤكد خبراء أمنيون أن التساهل مع أنشطة “البوليساريو” قد يؤدي إلى تكرار سيناريوهات مقلقة شهدها العالم في مناطق أخرى، حيث تُركت التنظيمات المسلحة دون محاسبة، لتتحول لاحقًا إلى تهديدات دولية يصعب احتواؤها.
في هذا السياق، يراهن بعض المتابعين الأمريكيين على الرئيس دونالد ترامب المعروف بمواقفه الحاسمة ضد الإرهاب والانفصاليين، لتصحيح هذا الخلل عبر فرض تصنيف رسمي للبوليساريو كتنظيم إرهابي، وهي خطوة يعتبرها كثيرون ضرورية ومتأخرة، بالنظر إلى السوابق التي سجلتها الجبهة في دعم الفوضى المسلحة وتهديد أمن المدنيين.
أحد أخطر الأوجه التي يتناولها التقرير هو استخدام “البوليساريو” للمخيمات كغطاء للأنشطة غير القانونية. فاللاجئون الصحراويون المحتجزون في تندوف لا يُمنحون حرية التعبير أو الحركة، بل يُستخدمون كوسيلة ضغط سياسي وإنساني في نزاع يستنزف المنطقة منذ عقود. هذا الاستغلال يتنافى مع المبادئ الإنسانية، ويعكس طبيعة الجبهة ككيان لا يتورع عن التضحية بالبُعد الإنساني في سبيل أجنداته العسكرية.
لقد آن الأوان لمواجهة حقيقة “البوليساريو” كما هي: تنظيم يحمل سمات الإرهاب، ويتحرك في فضاءات خارجة عن سيطرة القانون، ويهدد الاستقرار في منطقة حساسة من العالم. تصنيفه كتنظيم إرهابي ليس فقط إجراءً قانونيًا، بل ضرورة استراتيجية لحماية الأمن الإقليمي والدولي، وكبح جماح الميليشيات التي تتغذى على الفوضى وتتاجر بمعاناة الأبرياء.