كيف عزز المغرب ربطه الكهربائي مع إسبانيا عبر مضيق جبل طارق لدعم محطات الطاقة بجنوب شبه الجزيرة الإيبيرية
كيف عزز المغرب ربطه الكهربائي مع إسبانيا عبر مضيق جبل طارق لدعم محطات الطاقة بجنوب شبه الجزيرة الإيبيرية

الدار/ خاص
فعّل المغرب ربطه الكهربائي مع إسبانيا عبر مضيق جبل طارق لدعم الشبكة الكهربائية بجنوب شبه الجزيرة الإيبيرية. هذه الخطوة تأتي في سياق التحولات المتسارعة في قطاع الطاقة، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بالانتقال الطاقي والاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة.
وبحسب معطيات رسمية، فإن الربط الكهربائي بين المغرب وإسبانيا، الذي بدأ تشغيله لأول مرة في تسعينيات القرن الماضي وتم تعزيزه لاحقًا، أصبح يلعب دورًا محوريًا في موازنة العرض والطلب على الكهرباء بين ضفتي البحر المتوسط. ويتيح هذا الربط نقل الطاقة الكهربائية في الاتجاهين، مما يمنح مرونة كبيرة لكلا البلدين في إدارة شبكتهما الوطنية.
وقد برزت أهمية هذا التعاون مؤخرًا مع تزايد الاعتماد الأوروبي على الطاقة النظيفة، حيث استطاع المغرب، بفضل استثماراته الضخمة في الطاقة الشمسية والريحية، أن يتحول إلى مصدر موثوق للطاقة الكهربائية، خاصة خلال فترات الذروة التي تعرف فيها جنوب إسبانيا ارتفاعًا في الطلب أو اضطرابات في الإمداد.
ويأتي هذا التطور في وقت تسعى فيه إسبانيا إلى تأمين إمداداتها الطاقية وتقليل اعتمادها على مصادر الوقود الأحفوري التقليدية. إذ تشكل خطوط الربط مع دول الجوار، وفي مقدمتها المغرب، جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لتحقيق انتقال طاقي آمن ومستدام.
في السياق ذاته، يواصل المغرب تنفيذ مشاريعه الكبرى لتعزيز قدراته الإنتاجية في مجال الطاقات المتجددة، حيث يطمح إلى رفع حصة الطاقة الخضراء ضمن مزيجه الطاقي الوطني إلى أكثر من 52% بحلول عام 2030. هذه الطموحات تجعل من الربط الكهربائي مع أوروبا عبر إسبانيا مسارًا حيويًا لدعم أمن الطاقة على المستوى الإقليمي وتعزيز التكامل بين ضفتي المتوسط.
ويُنتظر أن تعرف هذه الشبكة العابرة للقارات تطويرات إضافية مستقبلًا، سواء عبر زيادة قدرتها الاستيعابية أو من خلال إنشاء خطوط ربط جديدة تواكب الطلب المتزايد على الكهرباء النظيفة والمستدامة.