أخبار دوليةسلايدر

وزراء خارجية “البريكس” يؤكدون من البرازيل التزامهم ببناء عالم أكثر عدلاً وسط اضطرابات دولية متصاعدة

الدار/ تقارير

في لحظة حاسمة من التاريخ الدولي، انعقدت المرحلة الأولى من اجتماع وزراء خارجية دول “البريكس” في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث شارك وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى جانب نظرائه، في نقاشات ركزت على دور هذه المجموعة في ترسيخ السلم العالمي وتعزيز التعاون في مواجهة تحديات المرحلة.

أوضح وانغ يي، وهو عضو بارز في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، أن الذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة تُمثّل فرصة للتأمل في تحولات النظام العالمي، مشيرًا إلى أن العالم بات يشهد اضطرابات متزايدة، مما يُهدد أسس التعاون الدولي ويقوّض مبادئ التنمية المشتركة. وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب قرارات حاسمة من الدول لتحديد مصير الإنسانية، مشددًا على أن دول “البريكس” مدعوة للعب دور قيادي في هذا المسار.

وأبرز المسؤول الصيني أن الأمن المشترك يجب أن يكون القاعدة الجديدة لأي نظام عالمي، داعيًا إلى اعتماد مبادرة الأمن العالمي التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي تقوم على الحوار بدل المواجهة، والشراكة بدل التحالفات الضيقة، والتعاون الرابح للطرفين بدل الصراع الصفري.

وفي ما يخص القضايا الساخنة، جدد وانغ يي دعم بلاده لكل الجهود التي تسعى إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا عبر الحلول السياسية، داعيًا إلى تسوية شاملة وعادلة يقبل بها كل الأطراف. كما شدد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة من أجل وضع حد للكارثة الإنسانية، مؤكداً دعم الصين لحل الدولتين كخيار واقعي لتحقيق السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

على المستوى التنموي، دعا وانغ إلى توسيع أفق التعاون بين دول “البريكس”، لا سيما في مجالات الصحة، التعليم، الزراعة، ومكافحة الفقر، مؤكداً أن الصين على استعداد لتقديم المزيد من الموارد والمبادرات لصالح دول الجنوب العالمي.

أما في الجانب الأمني، فقد شدد على ضرورة تعزيز التعاون العملي بين دول المجموعة من خلال تبادل المعلومات وتطوير القدرات في مواجهة التهديدات مثل الإرهاب والجريمة المنظمة، كما أشار إلى أهمية الاستفادة من مركز البحث والتطوير في مجال اللقاحات التابع للبريكس، وتفعيل استراتيجية الأمن الغذائي المشتركة، وتوسيع التعاون نحو مجالات واعدة مثل الفضاء وأعماق البحار والقطبين.

وقد رحب الوزراء بانضمام إندونيسيا كعضو كامل لأول مرة في هذا الاجتماع، وأجمعوا على ضرورة تعزيز العمل الجماعي لمواجهة التغيرات الجيوسياسية، ودعم مبادرات الصين على الصعيد الدولي، كما شددوا على رفض الهيمنة وازدواجية المعايير، والدفاع عن مصالح الجنوب العالمي، والدفع نحو نظام عالمي أكثر عدلاً وإنصافاً يقوم على التعددية والانفتاح والتنمية المستدامة.

يأتي هذا الاجتماع في سياق دولي بالغ التعقيد، حيث تسعى دول “البريكس” إلى ترسيخ موقعها كقوة فاعلة في رسم ملامح نظام عالمي جديد، أكثر توازناً واستجابة لتحديات الشعوب النامية.

زر الذهاب إلى الأعلى