أخبار الدارسلايدر

عندما يهاجم بنكيران الشعب.. هل زلّ لسانه أم كشف ما في داخله؟

عندما يهاجم بنكيران الشعب.. هل زلّ لسانه أم كشف ما في داخله؟

 

الدار/ تحليل

عاد عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة الأسبق، ليثير الجدل من جديد بتصريح صادم وصف فيه المغاربة بلفظ “مراركة”، وهو تعبير يحمل دلالات قدحية تُستعمل غالبًا بطريقة ازدرائية، خصوصًا في الخطاب الإعلامي الجزائري تجاه المغرب.

هذه الخرجة غير الموفقة طرحت أكثر من علامة استفهام حول مدى إدراك بنكيران لخطورة خطابه، خاصة أن ما تفوه به لا يمكن أن يُفصل عن سياقاته السياسية والاجتماعية. فأن تصدر مثل هذه الكلمات عن شخصية سياسية، فإن ذلك يكشف، في نظر كثير من المتابعين، عن انحدار حاد في مستوى الخطاب السياسي، وضيقٍ واضح بصوت الشارع ونبض الرأي العام.

المثير في الأمر أن بنكيران، الذي اعتاد تقديم نفسه كابن الشعب وممثل لفئاته المهمشة، انقلب على هذا الشعب حين استشعر تراجع شعبيته أو اختلفت المزاجات الجماهيرية مع توجهاته. فهل هي عقدة فقدان السلطة؟ أم محاولة لإثارة الجدل من أجل البقاء في واجهة الأحداث؟

الأخطر من التصريح ذاته هو التبرير الضمني الذي يحمله، والذي يُفهم منه أن من ينتقده لا يستحق أن يُنعت بـ”المغربي”، بل يُصنف في خانة “المروكي”، وهي إهانة تمس هوية المغاربة لا موقفهم من شخصية سياسية. إنها محاولة مكشوفة لاحتكار الوطنية وشرعنة الإقصاء عبر التحقير اللفظي.

في واقع الأمر، لم يعد بنكيران ذاك الخطيب المفوه القادر على استمالة الجماهير بخطابه الشعبوي. بل بات، في نظر الكثيرين، عاجزًا عن التجاوب مع التحولات العميقة التي يعرفها الوعي السياسي لدى الشباب المغربي. وبدل مراجعة الذات والابتعاد عن لغة الاستفزاز، اختار أن يُمعن في التقليل من شأن من يختلفون معه.

إننا اليوم أمام نموذج صارخ لتدهور الخطاب السياسي، حيث تُختزل العلاقة بين المسؤول والمواطن في تبادل التهم والنعوت. وما صدر عن بنكيران ليس فقط سقطة لفظية، بل تعبير عن أزمة أعمق يعيشها جزء من النخبة السياسية التي لم تستوعب بعد أن احترام الشعب مقدم على كل اعتبار.

زر الذهاب إلى الأعلى