وزراء خارجية “البريكس” وشركاؤهم يجتمعون في ريو دي جانيرو
وزراء خارجية “البريكس” وشركاؤهم يجتمعون في ريو دي جانيرو

الدار/ ترجمات
شهدت مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، في 29 أبريل 2025، اجتماعًا موسعًا لوزراء خارجية دول مجموعة “البريكس” والدول الشريكة، في إطار جلسة مخصصة لتعزيز التعاون في الجنوب العالمي والتأكيد على أهمية التعددية في العلاقات الدولية. وترأس اللقاء وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، بمشاركة عدد من كبار ممثلي الدول الشريكة، حيث ناقش المجتمعون سبل تعزيز العمل المشترك ومواجهة التحديات العالمية الراهنة.
وشهدت الجلسة حضور وزير الخارجية الصيني وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، وانغ يي، الذي أكد في كلمته أن روح البريكس القائمة على الانفتاح والتعاون المتبادل تمثل ركيزة أساسية في مسار تطور المجموعة. ولفت إلى أن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لمقر بنك التنمية الجديد التابع للبريكس، جاءت لتؤكد التزام بلاده بدعم مشاريع التنمية المشتركة وتوسيع دائرة التعاون مع دول الجنوب.
وأشار وانغ إلى أن التكتل الذي يضم اليوم عددًا متزايدًا من الدول، يمثل أكثر من نصف سكان العالم ويستحوذ على نحو 30% من الناتج الاقتصادي العالمي، مما يجعله قوة بارزة على الساحة الدولية.
ودعا وانغ دول البريكس إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه الأحادية والهيمنة، والدفاع عن العدالة الدولية، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتفعيل دور التكتل في بناء نظام عالمي أكثر توازنًا وإنصافًا، يقوم على التعددية والتعاون. كما شدد على أهمية الحفاظ على دور الأمم المتحدة كمظلة أساسية في إدارة النظام العالمي، مع ضرورة إصلاح المؤسسات الدولية لتحقيق مزيد من الشفافية والعدالة في الحوكمة العالمية.
وتناول المسؤول الصيني أيضًا قضايا الأمن والسلام، مؤكدًا أن الحوار والطرق السلمية تظل الخيار الأمثل لحل الأزمات الدولية، سواء في أوكرانيا أو في القضية الفلسطينية، حيث عبر عن دعم بلاده للمبادرات العربية والإسلامية بشأن إعادة إعمار غزة وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
كما لم تغب القضايا الاقتصادية عن طاولة النقاش، إذ أعرب وانغ عن رفض الصين لسياسات الحمائية التجارية وفرض الرسوم التعسفية، معتبرًا أن هذه الممارسات تقوض استقرار الاقتصاد العالمي، داعيًا إلى الالتزام بقواعد التجارة الدولية والوقوف في وجه الإجراءات الأحادية التي تنتهك قوانين منظمة التجارة العالمية.
من جهتهم، شدد الوزراء المشاركون على أن تعزيز التعددية والحوار والانفتاح يبقى السبيل الأمثل لتجاوز الأزمات الحالية، ودعوا إلى إلغاء العقوبات الأحادية والإجراءات الاقتصادية القسرية التي تخل بالاستقرار الدولي، مؤكدين التزامهم ببناء نظام عالمي يقوم على التعددية والتعاون المتبادل والمساواة بين الدول.