دعوات في إيطاليا لكسر الصمت ودعم مغربية الصحراء

الدار/ خاص
تصاعدت في الأوساط السياسية والفكرية الإيطالية دعوات تطالب روما بإعادة النظر في موقفها من قضية الصحراء المغربية، حيث عبّرت مؤسسة Fondazione Luigi Einaudi عن قلقها من استمرار الحكومة الإيطالية في تبني موقف محايد تُحركه اعتبارات اقتصادية بالأساس، خاصة ما يتعلق بمصالح الطاقة مع الجزائر.
المؤسسة، المعروفة بتوجهاتها الليبرالية ودفاعها عن القيم الأوروبية، شددت على أن المغرب يمثل شريكاً استراتيجياً موثوقاً ومصدر استقرار في منطقة تعاني من اضطرابات جيوسياسية متزايدة، مشيرة إلى أن الوقت قد حان كي تتخذ إيطاليا موقفاً واضحاً يدعم وحدة المغرب الترابية دون غموض أو تردد.
وفي هذا السياق، أكدت المؤسسة أن استمرار الحياد الإيطالي لا يُخدم مصالح أوروبا على المدى البعيد، بل يمنح الفرصة لقوى غير مستقرة لتعزيز نفوذها في منطقة حساسة مثل شمال إفريقيا، في إشارة غير مباشرة إلى التدخلات الإيرانية والدعم الجزائري لحركات انفصالية مثل جبهة البوليساريو.
ويأتي هذا النداء في وقت تعرف فيه العلاقات بين المغرب وعدد من الدول الأوروبية تقارباً متزايداً، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، ودعمه في جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.
يرى مراقبون أن الموقف الإيطالي، رغم ما يتسم به من براغماتية، لم يعد يتماشى مع متغيرات المنطقة، حيث بات الصمت أو التردد السياسي مكلفاً، في ظل اشتداد الصراع على النفوذ والتهديدات الأمنية العابرة للحدود. وبالتالي، فإن مراجعة هذا الموقف لم تعد خياراً دبلوماسياً فقط، بل ضرورة استراتيجية لضمان أمن واستقرار الضفة الجنوبية لحوض المتوسط.