مذكرات عميل إسباني: إسكوبار كان يخطط لإنشاء شبكات تهريب بالمغرب
الدار/ نعيمة اخزان
كشفت مصادر إعلامية إسبانية أن مهرب المخدرات الشهير، الكولومبي بابلو إسكوبار، الذي قتل سنة 1993، كان يفكر في إنشاء خلية تهريب واسعة في المغرب، قبل أن يقنعه رجل مخابرات إسباني مندس، بالتخلي عن الفكرة والتركيز على التعامل مع الشبكات الإسبانية في إقليم غاليسيا.
وحسب مذكرات عميل أمني إسباني سابق، يدعى خوسي مانويل كامانيو، فإن إسكوبار كسب ثقة كامانيو، الذي تسلل إلى شبكة إسكوبار على اعتبار كونه مهربا يتمتع بعلاقات نافذة بين الشبكات الإسبانية، وتعرف على كثير من المعطيات المتعلقة بتهريب الكوكايين من أمريكا اللاتينية نحو أوربا، خصوصا نحو إقليم غاليسيا، شمال غرب إسبانيا، والذي يوصف بأنه "كارتيل ميدلين رقم 2".
وقال كامانيو، في مسودة كتاب مذكرات "شاربو الشاي"، الذي سيصدر قريبا، والذي نشرت صحيفة "إيل موندو" الإسبانية، مقتطفات منه، إن إسكوبار كان معجبا بالموقع الاستراتيجي للمغرب الموجود على أبواب أوربا، وكان يريد استغلال طريق تهريب الحشيش من أجل جعله طريقا رئيسيا للكوكايين القادم من أمريكا اللاتينية، لإعادة توزيعه إفريقيا وأوربا.
وقال كامانيو، الذي يوصف بأنه أحد أكبر المطلعين على خبايا تهريب المخدرات بشمال إفريقيا وأوربا، إن إسكوبار اقتنع في النهاية بضرورة التخلي عن هذه الفكرة، نظرا للأخطار المحيطة بها، رغم أن هناك شبكات لاتينية ظلت تهرب الكوكايين بشكل كبير نحو السواحل الغربية لإفريقيا، خصوصا موريتانيا والسنغال والكوت ديفوار.
وأضاف كامانيو أنه وضع لإسكوبار خارطة بالموانئ المغربية على الشواطئ المتوسطية، خصوصا طنجة وأصيلة وآسفي والعرائش القنيطرة وسلا والجديدة والدار البيضاء، ليوضح له أن هذه الموانئ غير ناجعة بالمرة وتحت مراقبة أمنية مشددة، في الوقت الذي تتمتع الشبكات الغاليسية بسلطة واسعة في الإقليم، كما أنها تتوفر على أسطول حقيقي من البواخر من مختلف الأنواع.
وكان كامانيو يتنقل بين مدينة سبتة المحتلة وعدد من المدن المغربية، ووصف نفسه بأنه صاحب الفضل في القبض على مهرب المخدرات المغربي أحمد الوزاني، الملقب بـ"إيل نيني"، والذي سبق أن فر من سجن القنيطرة قبل أن يختفي بشكل نهائي اعتماد على رواية غامضة تقول بغرقه في مياه سبتة بعد إطلاق النار عليه من طرف منافسين له.