الرئيس الصيني: الحرب كابوس مدمر والسلام نعمة لا يشعر بها الناس إلا عند فقدانها

الدار/ خاص

في رسالة قوية ومفعمة بالمعاني، شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على ضرورة استيعاب دروس التاريخ، محذرًا من مخاطر الحروب ومبرزًا القيمة الجوهرية للسلام. جاء ذلك في تصريح يعكس عمق الرؤية الصينية تجاه الأمن والسلم الدوليين في ظل عالم يموج بالتوترات والصراعات.

وقال شي: “لقد علمنا التاريخ أن نكون في حالة تأهب قصوى ضد الحرب، فهي مثل الشيطان والكابوس، تجلب الكوارث والمعاناة للشعوب”. وأضاف: “كما علمنا التاريخ أن نحافظ على السلام بعناية فائقة، فالسلام مثل الهواء وأشعة الشمس، لا يشعر الناس بقيمته حين يستفيدون منه، لكن لا أحد يستطيع العيش من دونه”.

تصريحات الرئيس الصيني لم تكن مجرد دعوة أخلاقية، بل جاءت كرسالة سياسية واضحة في وقت تتصاعد فيه التوترات العالمية، وتتعالى فيه الأصوات الداعية لاستخدام القوة لحل النزاعات. إذ أكد شي أن السلم ليس مجرد خيار، بل ضرورة وجودية يجب حمايتها بكل الوسائل الممكنة.

وفي ظل التجارب المأساوية التي عاشتها البشرية عبر قرون من الحروب والنزاعات، شدد شي على أن العالم بحاجة إلى اليقظة، ليس فقط لتجنب الحروب، بل لبناء أنظمة عادلة تمنع نشوبها من الأساس. كما أشار إلى أن الشعوب كثيرًا ما تغفل عن أهمية السلام لأنها تعيش في ظله، لكنها تكتشف حقيقته المؤلمة حين تفقده.

الصين، وفق رؤية رئيسها، ترى أن السلام هو حجر الأساس للتنمية والتقدم، وهو المناخ الذي يمكن فيه للدول أن تزدهر، وللشعوب أن تحلم بمستقبل أفضل. من هنا تأتي دعواتها المتكررة لحل النزاعات بالحوار، ورفضها للسياسات القائمة على الهيمنة أو استخدام القوة.

واختتم شي رسالته بالتأكيد على أن “التاريخ لا ينسى، ومن لا يتعلم من دروسه، يكرر أخطاءه”. وهي رسالة قد تكون بمثابة تذكير للعالم أجمع بأن الحروب لا تترك وراءها إلا الألم، وأن السلام، مهما بدا صامتًا، هو الحياة في جوهرها.