الصين تحافظ على مستويات عالية من وارداتها النفطية من المملكة العربية السعودية

الدار/ خاص
حافظت الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، على مستويات عالية من وارداتها النفطية من المملكة العربية السعودية خلال شهر يونيو، حيث بلغت الكمية حوالي 48 مليون برميل، وهو نفس المستوى الذي تم تسجيله في شهر مايو، وأعلى معدل شهري منذ بداية عام 2024 على الأقل، وفقًا لمصادر مطلعة على بيانات الشحن.
ويأتي هذا الاستقرار في وقت قررت فيه مجموعة “أوبك+”، التي تضم كبار منتجي النفط بقيادة السعودية وروسيا، رفع مستويات الإنتاج تدريجيًا بعد أشهر من التخفيضات الطوعية التي هدفت إلى دعم أسعار النفط في ظل تذبذب الطلب العالمي.
ويرى مراقبون أن حفاظ الصين على هذا المستوى المرتفع من الاستيراد يعكس استراتيجية بكين لتأمين احتياجاتها من الطاقة وسط تعافي الاقتصاد الصيني من التباطؤ النسبي الذي شهده في العام الماضي، بالإضافة إلى مساعيها لتعزيز احتياطاتها الاستراتيجية من النفط في ظل أسعار لا تزال دون مستوياتها القصوى.
من جهة أخرى، تُبرز هذه الأرقام متانة العلاقات الاقتصادية بين بكين والرياض، خاصة في قطاع الطاقة، حيث تظل السعودية أكبر مورد للنفط إلى السوق الصينية، متفوقة على دول مثل روسيا والعراق. وقد ساهمت هذه العلاقة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، التي تشمل أيضًا مجالات البنية التحتية والتكنولوجيا والاستثمار.
ويشير محللون إلى أن استمرار الصين في استيراد كميات كبيرة من النفط السعودي يمكن أن ينعكس إيجابًا على التوازن في سوق الطاقة العالمية، كما أنه يمنح المملكة موقعًا تنافسيًا في أكبر سوق استهلاكي للطاقة في العالم، في وقت تتسابق فيه الدول المصدرة على تأمين حصصها السوقية وسط تحولات جيوسياسية وتحديات بيئية متزايدة.