الصين تعزز الدبلوماسية الدولية عبر الوساطة: هونغ كونغ تحتضن التوقيع الرسمي على اتفاقية تأسيس منظمة دولية للوساطة

الدار/ تقارير

أعلنت وزارة الخارجية الصينية أن وزير الخارجية وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وانغ يي، سيحضر في 30 مايو الجاري مراسم التوقيع على اتفاقية تأسيس “المنظمة الدولية للوساطة”، والتي ستُعقد في هونغ كونغ.

تأتي هذه المبادرة تتويجًا لمسار طويل من المشاورات الدولية الهادفة إلى إطلاق منظمة حكومية دولية تُعنى بحل النزاعات الدولية عبر الحوار والتشاور، انسجامًا مع ما تنص عليه مواثيق الأمم المتحدة بشأن السلم والأمن الدوليين. وقد بادرت الصين، بدعم من عدد من الدول ذات التوجه المشترك، إلى إطلاق هذه المبادرة، في ظل إدراكها العميق لأهمية الوساطة في تعزيز التنمية والاستقرار العالميين.

ووفقًا للبيانات الرسمية، انطلقت العملية التحضيرية في عام 2022 حين تم التوقيع على بيان مشترك بين الصين وعدد من الدول بشأن النية في تأسيس المنظمة. وفي مطلع 2023، تم إنشاء المكتب التحضيري للمنظمة في هونغ كونغ، والذي أشرف على خمس جولات من التفاوض مع الدول المعنية طوال عامي 2023 و2024.

وقد أفضت هذه المفاوضات إلى توافق شامل بين الأطراف على أن تستضيف الصين مقر المنظمة، على أن يُقام بشكل دائم في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة. ومن المقرر أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ بعد التوقيع الرسمي هذا العام، إيذانًا بانطلاق عمل المنظمة بشكل فعلي.

المنظمة الجديدة، التي ستحمل اسم “المنظمة الدولية للوساطة” (IOMed)، ستمثل أول هيئة حكومية دولية متخصصة حصريًا في تسوية النزاعات الدولية عبر الوساطة، لتُضاف إلى المشهد القانوني العالمي إلى جانب محكمتي العدل الدولية والتحكيم الدائم في لاهاي، اللتين تركزان على آليات أخرى لتسوية النزاعات.

وتكتسي هذه المبادرة بُعدًا استراتيجيًا، خاصة بالنسبة للدول النامية، إذ من المنتظر أن تسهم في تعزيز مشاركتها وتمثيلها في فض النزاعات الدولية، كما تعكس التوجه المتزايد نحو بناء نظام عالمي أكثر توازنا وتعددية.

ومن الناحية الجيوسياسية، يمثل اختيار هونغ كونغ كمقر دائم للمنظمة دفعة قوية لمكانة المدينة كمركز إقليمي ودولي لحل النزاعات القانونية، تماشيًا مع الأهداف التنموية المدرجة في الخطة الخمسية الصينية الرابعة عشرة. كما تعمل سلطات هونغ كونغ على تهيئة مقر المنظمة في موقع مركز شرطة “وان تشاي” القديم، ليتم تحويله إلى مركز حديث للوساطة الدولية.

هذا الحدث يُعد تتويجًا لجهود دبلوماسية وقانونية دولية استمرت لأكثر من ثلاث سنوات، ويعزز حضور الصين في ساحة الحوكمة العالمية، من خلال دعمها لآليات سلمية مرنة وفعالة لحل النزاعات.