
الدار/ خاص
في أمسية ثقافية متميزة احتضنتها إقامة السفير الإسباني بالعاصمة الرباط مساء الأربعاء 21 ماي 2025، نُظمت فعالية تعريفية تحت شعار “غرناطة، قصر الحمراء مجرد البداية”، بهدف الترويج للإرث الغني والمقومات السياحية المتنوعة لمحافظة غرناطة الإسبانية.
اللقاء، الذي نظمته الهيئة الإسبانية للسياحة التابعة لسفارة إسبانيا بتعاون مع مجلس محافظة غرناطة، شكل فرصة للحضور للانغماس في رحلة استكشافية فريدة بين معالم غرناطة التاريخية، ومناظرها الطبيعية، وإيقاعاتها الموسيقية، ونكهاتها المميزة، وحرفها التقليدية الأصيلة.
وقد افتُتحت الفعالية بكلمة ألقاها السفير الإسباني المعتمد بالمغرب، إنريكي أوجيدا فيلا، عبّر فيها عن عمق العلاقات السياحية والإنسانية التي تربط بين البلدين، مشيرًا إلى أن غرناطة تمثل وجهة مفضلة للزوار المغاربة بفضل قربها الجغرافي، وتنوع عروضها السياحية، وجودة الاستقبال الذي تميز به الأندلس عبر التاريخ. كما شدد على الدور الثقافي والسياحي في تعزيز التقارب بين الشعبين وإحياء الروابط المشتركة.
وشهدت الأمسية حضور شخصيات رفيعة تمثل قطاعات حكومية مغربية، إلى جانب عدد من السفراء، ومسؤولي شركات الطيران والنقل البحري، وأبرز الفاعلين في المجال السياحي، إضافة إلى وسائل إعلام مغربية بارزة.
من أبرز لحظات الحفل، عرض وثائقي بعنوان “قصر الحمراء، كنز آخر إمارة أندلسية”، والذي حظي بإشادة كبيرة بعد تتويجه بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم في أول دورة لمهرجان الرباط الدولي للسينما الأركيولوجية وتراث الإنسانية. الوثائقي، الذي أنتجته قناتا RTVE وARTE بدعم من هيئة “توريزبانيا”، قدّم رؤية جديدة حول قصر الحمراء من خلال بحوث علمية وعمليات إعادة تشكيل رقمية دقيقة. وعلّق على العمل السيد رودريغو رويز-خيمينيز، مدير قصر الحمراء وحدائق الجنراليف، مؤكدًا الجهد الكبير الذي بذله خبراء العمارة والتاريخ والآثار في هذا المشروع.
كما عرف اللقاء تقديم النسخة الرابعة والسبعين من مهرجان غرناطة الدولي للموسيقى والرقص، المرتقب تنظيمه ما بين 19 يونيو و13 يوليو 2025، حسب ما أعلنه مدير المهرجان باولو بينامونتي. وسيضم البرنامج أكثر من 40 عرضًا متنوعًا بين السيمفونيات، الموسيقى الكلاسيكية، عروض الفلامنكو، الجاز، والرقص، وذلك في أبرز فضاءات المدينة الأثرية.
وفي مجال الرياضات الشتوية، استعرض السيد خيسوس إيباينيز، مدير محطة سيرا نيفادا للتزلج، أبرز مرافق المحطة وأحدث ما تم إدخاله من تجديدات تجعل منها واحدة من أكبر وجهات التزلج جنوب أوروبا.
أدارت الأمسية المستشارة السياحية بالسفارة الإسبانية، ماريا خوسي غوميث، المكلفة بالسوق المغربي منذ 2022، حيث نوهت بالتزايد الملحوظ في عدد الزوار المغاربة لإسبانيا، الذين بلغ عددهم 767 ألف سائح سنة 2024، مع تسجيل نسب مرتفعة لوجهات مثل الأندلس (42%)، مدريد (24%)، وكتالونيا (11%).
وفي اليوم التالي، ينتقل الحدث إلى مدينة الدار البيضاء، حيث من المقرر تنظيم لقاء مهني يجمع وفدًا من أكثر من 12 شركة سياحية غرناطية، منها “بارسيلو” و”إل كورت إنغليس”، مع أزيد من 40 فاعلًا مغربيًا في قطاع السفر والسياحة، في خطوة تروم تعزيز الشراكات وتوسيع شبكة التعاون الثنائي في المجال السياحي.