
الدار/ خاص
شهدت مدينة الجديدة خلال الأيام القليلة الماضية تظاهرة غير مسبوقة في تاريخ المديرية العامة للأمن الوطني، حيث استقطبت الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة أزيد من 2.4 مليون زائر خلال خمسة أيام فقط، في رقم قياسي يعكس عمق العلاقة بين المواطنين وجهاز الأمن الوطني المغربي.
هذا الحدث الكبير، الذي نُظم في فضاء ضخم بمدينة الجديدة، تحوّل إلى ملتقى وطني يجمع بين التوعية الأمنية، وعرض القدرات التقنية والبشرية لمختلف مصالح الأمن، وتعزيز روح الثقة المتبادلة بين الشرطة والمجتمع. وقد مثّل هذا الرقم التاريخي من الزوار دليلاً دامغاً على تزايد انخراط المواطنين في الشأن الأمني، واهتمامهم المتنامي بفهم آليات عمل هذا الجهاز الحيوي.
لم تكن الفعالية مجرد استعراض تقني لمهارات الفرق الأمنية، بل قدّمت محتوى تربوياً وتفاعلياً موجهاً لجميع فئات المجتمع، من الأطفال إلى كبار السن. وتنوعت الأروقة ما بين جناح الشرطة العلمية الذي عرض أحدث تقنيات التحقيق الجنائي، وفضاء التدخلات الخاصة الذي أدهش الزوار بعروض محاكاة حية لعمليات مكافحة الجريمة، بالإضافة إلى أجنحة مخصصة للتوعية حول السلامة الطرقية، وحماية الأطفال من الاستغلال، والتوعية بمخاطر الجريمة الإلكترونية.
كما شهدت التظاهرة مشاركة فاعلة لنساء الأمن الوطني، وهو ما سلّط الضوء على أدوارهن المتعددة داخل المؤسسة الأمنية، وقدرتهن على التميز في مختلف المجالات، من التحريات الميدانية إلى القيادة والتخطيط.
في تصريحاته للإعلام، شدّد مسؤولو الأمن الوطني على أن الهدف من هذه الأيام المفتوحة هو “تقريب الشرطة من المواطن”، وترسيخ ثقافة أمنية قائمة على الشفافية والتواصل والانفتاح. وأكدوا أن مثل هذه التظاهرات تشكّل جسراً لبناء الثقة، ومحفزاً للمواطنين على التعاون مع المؤسسة الأمنية لمحاربة مختلف أشكال الجريمة.
وقد عرفت التظاهرة أيضاً حضوراً لافتاً لفعاليات المجتمع المدني، ونخبة من المهنيين في مجالات التربية والإعلام، ما أضفى عليها بعداً مجتمعياً واسع النطاق.
اختيار مدينة الجديدة لاحتضان هذه الدورة لم يكن اعتباطياً، بل جاء في إطار سياسة اللامركزية والانفتاح على مختلف جهات المملكة، وهو ما مكّن سكان المنطقة وزوارها من العيش تجربة فريدة والانخراط في الحوار المباشر مع أفراد الشرطة.
وقد نوه العديد من الزوار، في تصريحات متفرقة، بحسن التنظيم، وبالرسائل التوعوية التي حملتها هذه التظاهرة، مشيرين إلى أن مثل هذه المبادرات ترفع منسوب الوعي الأمني لدى المواطن وتعزز الإحساس بالأمان والانتماء.