الحكومةسلايدر

كينيا تنسف أطروحة الانفصال وتعلن دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية

الدار/ خاص

في تحول دبلوماسي لافت، أعلنت كينيا، إحدى أبرز القوى الاقتصادية والسياسية في شرق القارة الإفريقية، موقفاً جديداً ومفصلياً في ملف الصحراء المغربية، قاطعاً مع مواقفها السابقة التي لطالما دعمت فيها جبهة “البوليساريو”.

وخلال زيارة رسمية إلى العاصمة المغربية الرباط، أدلى رئيس الوزراء الكيني بتصريحات تاريخية أكّد فيها دعم بلاده الواضح والصريح لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية كحل نهائي وواقعي لقضية الصحراء. وقال في هذا الصدد: “تعتبر كينيا أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تمثل المقاربة الوحيدة الجدية والواقعية والمستدامة لتسوية هذا النزاع الإقليمي.”

كما أضاف المسؤول الكيني خلال لقائه بناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، اليوم الاثنين، بأن بلاده تُثمن عالياً الزخم الدولي المتنامي حول هذا المقترح المغربي، منوهاً بالدينامية القوية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي جعلت من مخطط الحكم الذاتي خياراً يحظى بدعم متزايد داخل المجتمع الدولي.

هذا الإعلان لم يكن مجرد تصريح دبلوماسي عابر، بل شكّل منعطفاً جديداً في العلاقات المغربية الكينية، ورسالة واضحة للخصوم الإقليميين للمغرب، وفي مقدمتهم الجزائر، مفادها أن موازين التأييد في القارة الإفريقية آخذة في التحول لصالح الطرح المغربي، القائم على الواقعية والحلول السياسية البناءة.

ويُنظر إلى هذا التطور على أنه صفعة دبلوماسية موجعة لجبهة “البوليساريو” والداعمين لها، خاصة في ظل تراجع عدد الدول الإفريقية التي ما زالت تعترف بـ”الكيان الوهمي”، مقابل اتساع دائرة التأييد للمغرب ومقترحه الذي يحترم السيادة الوطنية ويقدم حلاً عملياً يراعي استقرار المنطقة.

ويأتي هذا التطور ليعزز من موقع المغرب كفاعل دبلوماسي محوري داخل القارة الإفريقية، ويدعم استراتيجيته الرامية إلى بناء شراكات قوية ومتوازنة مع دول الجنوب، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

بهذا الموقف الجديد، تكون كينيا قد التحقت بركب عدد متزايد من الدول الإفريقية والعالمية التي ترى في مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحتها المملكة المغربية سنة 2007، الحل الأكثر نجاعة لإنهاء نزاع عمر طويلاً وأعاق طموحات التنمية والتكامل في منطقة المغرب العربي والساحل.

زر الذهاب إلى الأعلى